جريدة كنوز عربية اي.جي

#الأدب

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

عصام عياد

كتب/  عصام عياد

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ  ، في حديث مع المهندس محمد سامي سعد ، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية السابق ، و نقيب الزراعين بالقليوبية الحالي ، حول الاطمئنان علي محصول القمح بمحافظة القليوبية بصفة خاصة ، وأحوال الزراعة بصفة عامة,

أشاد سيادته بجهود الدولة في مجال الزراعة وتطويرها ، بداية من استصلاح الأراضي لزيادة الرقعة الزراعية ، لتعويض ما تم التعدي عليه ، و استخدام الآلات والوسائل الحديثة في الزراعة ، وتطوير التقاوي ، والشتلات للحصول علي أعلي إنتاجية وأجود المحاصيل ,

بالإضافة الي اهتمام الدولة بالجانب العلمي ، حيث إنشاء كليات البيو تكنولوجي ، وتطوير كليات الزراعة ، وكذلك مراكز البحوث الزراعية ، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحيوية ، وتطوير شبكات الري والتوسع في استخدام وسائل الري الحديث ، وتبطين الترع …. ألخ

وقال باختصار ، فأن مصر تشهد تطور زراعي لم يسبق له مثيل.

 

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

ماهي أسباب قلة الإنتاج 

و بخصوص محصول القمح ، أفاد سيادته بأن محصول القمح في محافظة القليوبية مبشراً بالخير ، إلا أنه ليس الأفضل ، حيث كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك.

وبسؤال سيادته عن الأسباب التي حالت دون الوصول للإنتاج الأفضل قال : بالفعل لدينا تقاوي عالية الجودة ، وتربة خصبة تعد من أجود الترب الزراعية في العالم ، ولدينا قدر ليس بالقليل من الماء ، ولدينا دعم فني علي أعلي المستويات .

كما أن لدينا السوق المتعطش له للمنتج وللمزيد منه ، وبأسعار مرتفعة ، تحقق عائد متميز للفلاح فكل هذه المقومات ، تستطيع بها إنتاج قدر أعلي من المحاصيل الاستراتيجية ، التي تحتاج اليها الدولة .

وهي السبب الرئيسي في مشاكل العملة الصعبة و تأثيرها علي الحالة الاقتصادية ، وبالتبعية علي الحالة الاجتماعية لدي المواطنين.

لكن تفتت المساحات الزراعية أدي الي زيادة التكلفة علي المزارع ، مما يؤثر بالسلب علي العائد بالإضافة ، فان عدم وجود دورة زراعية ، كما كان في السابق ، أدي الي الحرية الغير منضبطة للمزارع ، في اختيار زراعته ، فراح كل منهم يزرع ما يشاء .

وغالباً كلها زراعات ثانوية بالنسبة للمواطن ، يمكن الاستغناء عنها في حياته ، ولم يراعي أحدهم الصالح العام الي جانب التعدي علي الأراضي الزراعية بالمباني ، وتدني قيمة الأرض عند الأجيال الحديثة ، التي سمحت ببيعها متقطعة ، مما ساهم في زيادة التعديات.

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

أسباب زيادة الأسعار

وبسؤال سيادته عن سبب ارتفاع الأسعار واستياء الناس قال سيادته : زمان كان كل بيت من بيوت الفلاحين لديه اكتفاء ذاتي ، لم يكن يحتاج أيً منهم الي شراء حاجة ، إلا قليل جداً .

فكان يحصد القمح والذرة ، ويضعه فوق سطح منزله ، يأكل منه طول العام ويزرع منه مرة أخري وكان البيت لا يخلو من الطيور التي تتربي علي الحبوب الموجودة فوق سطح المنزل ، وعلي بقايا الطعام ، فيذبح ويأكل منها وكان لديه قدر من الحيوانات ( بقرة أو جاموسة ) يشرب لبنها ويأكل من جبنها ويخزن منه في الزلعة ، ليواجه فترة انقطاع اللبن ، ويبيع الثمن الفائض علي حاجة أهل البيت .

فيشتري القليل الذي قد يحتاج اليه وكان الفلاح قلما يحتاج الي النقود ، كانت الحياة بسيطة .

حتي العلاج ، كان يغلي نعناع من المزروع علي الجسر،  أو شوية حلبة كان زراعهم علي حرف الغيط لكن عندما غير الفلاح وجهته ، و لجأ الي الوظيفة ، ولما صار له راتب يشتري به ما يشاء ، صارت الزراعة بالنسبة له شيء ثانوي .

فأصبح يزرع ما يحقق له ربح ، ليس ما يحقق له اكتفاء ، وتحول الي مستهلك يشتري ما يحتاج اليه بعد أن كان ينتجه ، باع البهائم ، وزرع الأرض شجر مثمر ، برتقال أو تين مثلا ، سكن الشقق،  وصار لا يربي طيور ولا بهائم ، تخلي عن دوره في المجتمع ولم يخلفه غيره.

فاختلت الموازين لما تغيرت الأدوار ، تحول الفلاح الي أفندي ، فزاد عدد المستهلكين وقل عدد المنتجين ، وكان ما كان بالإضافة علي عدم توافر العمالة بعد ظهور التو كتوك ، الذي كان سبباً رئيسياً في تدهور الحرف بصفة عامة ، لاتجاه العمالة اليه ، وترك المهن والحرف الرئيسية والهامة في المجتمع المصري .

الأمر الذي أدي الي زيادة الأجور بشكل مبالغ فيه ، مما أدي الي زيادة التكلفة علي المزارع ، وزيادة السعر علي المستهلك .

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

ماهي الحلول

وبسؤاله عن كيفية علاج تلك الازمة قال سيادته : لا بد من العودة الي الإنتاج ، لا بد من العمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي مرة أخري ، أو علي الأقل تقليل الفجوة بين الاحتياجات والإنتاج ، والاستغناء عن الاستيراد يجب أن ينشغل الانسان بتوفير احتياجاته ، حتي لا يتحكم فيه أحد ، فمن ملك قوته ملك قراره .

كما يجب أن تعظم عملية الزراعة ، لدي الأفراد أولاً ، ليعظم ايراداته ويواجه احتياجاته ويجب إعادة تطبيق نظام الدورة الزراعية ، لأن الدولة من خلال الدراسات تعرف ما يصلح من الزراعات لكل تربة ، كما أن الدولة لديها الرؤية الشاملة التي تراعي فيها الصالح العام ، وليس صالح فرد.

وكذلك يجب التوسع في استخدام النظم العلمية في الزراعة ، لأنها تحقق أعلي و أجود إنتاج ويجب أن تعود ست البيت للإنتاج ، فالست المصرية الأصيلة صانعة المجد ، الست المدبرة ، تملأ الزلعة جبنة ، تربي طيور ، تصنع منتجات غذائية ، تصنع مشغولات يدوية ، وتعرف أولادنا بمسؤوليتهم ، وندربهم علي القيام بدورهم لرفعة البلد .

فشبابنا متميز بالفكر والطاقة والحمية لأهله وبلاده

وفي نهاية اللقاء تم توجيه الشكر لمعاليه ،

علي وعد بلقاءات أخري للاستفادة من علمه وخبراته

 

لمزيد من القراءة اضغط هنا

تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة
وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

حل ام سراب وسط الدمار ؟

وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

رمضان شهر الانتصارات

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *