جريدة كنوز عربية اي.جي

#مقالات دينية

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

كتب/ السيد سليم

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، بين الرفض والقبول نتوقف أمام فهم العلماء، لما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم، في مسائل الفقه خاصة فدية من أفطر في نهار رمضان، ومع قوله تعالي وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ، قال البعض بالنسخة وقال بعضهم ليس بمنسوخ بل هو محكم.

وأنه نزل في شأن الشيخ الكبير الهرم، والمرأة العجوز، إذا كانا لا يستطيعان الصيام، فعليهما أن يفطرا وأن يطعما عن كل يوم مسكينا.

وأصحاب هذا الرأي يستدلون بما رواه البخاري، عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فعليها أن يطعما مكان كل يوم مسكيناً. وهناك رأى ثالث لبعض العلماء يرى أصحابه أن قوله – تعالى – {وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ليس بمنسوخ – أيضاً – بل هو محكم.

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

وأن معنى الآية عندهم: وعلى الذين يطيقونه، أي: يقدرون على الصيام بمشقة شديدة، وإذا أرادوا أن يفطروا أن يطعموا عن كل يوم يفطرونه مسكيناً. {بأن يقدموا له نصف صاع من بر أو صاعا من تمر أو شعير، أو قيمة ذلك}.

ولم يقصروا ذلك على الرجل الكبير والمرأة العجوز، كما فعل أصحاب الرأي الثاني – وإنما أدخلوا في حكم الذين يقدرون على الصوم بمشقة وتعب، المرضع والحامل إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما ومن في حكمها، ممن يشق عليهم الصوم مشقة كبيرة.

وأصحاب هذا الرأي، يستدلون على ما ذهبوا إليه بمنطوق الآية، إذا أن الوسع، اسم للقدرة على الشيء على جهة السهولة، والطاقة اسم للقدرة عليه مع الشدة والمشقة – كما سبق أن بينا –

كما يستدلون – أيضاً – على ما ذهبوا إليه بقراءة {يُطِيقُونَهُ} – بضم الياء الأولى وتشديد الياء الثانية – أي يتجشمونه، ويتكلفونه بمشقة وتعب.

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، وقد انتصر بعض العلماء لهذا الرأي، بناء على أن منطوق الآية يؤيده، كما انتصر بعضهم للرأي الأول، بناء على أن الأحاديث الصحيحة تسانده، وعلى أنه هو الأقرب إلى روح الشريعة الإِسلامية، في التدرج في تشريع التكاليف التي فيها مشقة على الناس،

كما انتصر بعضهم للرأي الثاني، الذي روى عن ابن عباس. وهناك أقوال أخرى في الآية، رأينا أن نضرب عنها صفحاً لضعفها، وقوله: {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} حض من الله – تعالى – لعباده على الإِكثار من عمل الخير.

والتطوع: السعي في أن يكون الإِنسان فاعلا للطاعة باختياره بدون إكراه والخير، مصدر خير إذا حسن وشرف، وهو منصوب لتضمين تطوع معنى أتى، أو على أنه صفة لمصدر محذوف أي تطوعاً خيراً.

والمعنى: فمن تطوع خيراً بأن زاد على القدر المفروض في الفدية، أو أطعم أكثر من مسكين، أو جمع بين الإِطعام والصوم، فتطوعه سيكون خيراً عند الله – سبحانه – لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وقوله: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ترغيب في الصوم وتحبيب فيه، أي وأن تصوموا أيها المطيقون للصوم، أو أيها المكلفون جميعاً خير لكم من كل شيء سواه، إن كنتم تعلمون

فوائد الصوم

فوائد الصوم في حياتكم، وحسن جزائه في آخرتكم. روى النسائي وابن خزيمة عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: “قلت يا رسول الله مرني بعمل قال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له – أي لا يعادل ثوابه بشيء – فقلت يا رسول الله مرني بعمل، فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له. فقلت: يا رسول الله مرني بعمل أدخل به الجنة. فقالت: “عليك بالصوم فإنه لا مثل له” هذا ونسأل الله تعالي القبول.

تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة
وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

كلكم راعٍ

وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

الإسلام والمرأة

1 Comment

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *