الفن والتكنولوجيا المعرض الافتراضي العالمي ( إن الخيال الفني المستمد من العلم والتكنولوجيا يعادل نفس
القدرات التخيلية عند الفنانين المعاصرين …!!)
تشير هذه العبارة التي قالها الفنان ( إداورد باولوزي E.Paolozzi) إلى القدرات والإمكانيات الفنية والتقنية الموجودة في العلم والتكنولوجيا وكأنها خيال ملهم ومحفز، يعادل المقدرة التخيلية عند الفنانين ، حيث كان يفضل المتاحف العلمية كأماكن للعرض ، كما تقوم أعماله على تصميمات تنبع من مصادر علمية وتكنولوجية .
الفن يستوعب كل المتغيرات
ويشير ذلك إلى قابلية الفن لاستيعاب كل المتغيرات الاجتماعية والفكرية، والنظريات العلمية والاختراعات التكنولوجية ، فكل هذا يمنح الفن فضاء أرحب وأوسع للوصول إلى أبعاد فنية وجمالية متطورة ، وتاريخ الفن ممتلئ بالأمثلة حيث ظهرت التأثيرية بناءً على نظريات تحليل الضوء وألوان الطيف وقوس قزح ، وخرجت السريالية من عباءة التحليل النفسي لفرويد واكتشافه للاشعور ومكونات العقل الباطن .
واعتمدت التكعيبية والتجريدية على النظريات الرياضية والهندسية ،وقواعد المنظور ، وظهر فن الفيديو لاحقاً لاختراع كاميرة الفيديو ، وعرفنا الواقعية الفوتوغرافية مع ظهور تقنية التصوير الرقمي الديجيتال.
كل هذا يشير إلى قدرة الفن على استيعاب التحولات والمتغيرات بمختلف أنواعها وإدخالها في الفعل الإبداعي ، وقد تم تحول جذري في الفن الحديث ثم أكثر جذرية في الفن المعاصر.
عالم بلا حدود
الفن والتكنولوجيا المعرض الافتراضي العالمي ، ومن هنا جاءت فائدة التكنولوجيا الحديثة وكيف يمكن الاستفادة منها لإثراء الحالة الثقافية والفنية ، حيث اتاحت التكنولوجيا الحديثة للمعنين باكتشاف مساحات إضافية جديدة للفن التشكيلي في رحاب الفضاء الممتد الى مالا نهاية ، يمكن فيه تجاوز الحدود والفواصل والموانع الوهمية التي صنعها الإنسان ، وان يكون الفن والفكرة الفنية فقط هي التي تجمعنا رغم كل الاختلافات.
وفى هذا السياق جاءت هذه الفكرة النوعية الجديدة بإقامة (معرض افتراضي عالمي) يجمع كل الألوان وكل الأطياف الإبداعية والإنسانية ، وتم تنفيذها بشكل احترافي جيد من الناحية التقنية والتنظيمية .
شارك فيها الكثير من الفنانين من العديد من دول العالم ، منهم مصر / لبنان / الهند / العراق /الأردن/ فلسطين / رومانيا / اسكتلندا / الأمارات.
وقد بلغ عدد زوار المعرض على الموقع (2657) وهو رقم نوعى كبير لا يمكن ان يحدث في الواقع ، لتساعد التكنولوجيا في فكرة سهولة توصيل الفنون لكل الناس والأماكن المحرومة من هذه الفاعليات الثقافية والفنية .
وقد تشكلت لجنة تقييم الأعمال الفنية، من مجموعة متخصصة من النقاد والفنانين منهم الكاتب والناقد الفني الدكتور خالد البغدادي من مصر والدكتور محمد يوسف الحمادي رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
مشاركة الفنانين من معظم دول العالم
الفن والتكنولوجيا المعرض الافتراضي العالمي ، وقد نظمت هذا المعرض جمعية ( محترف المتن الأعلى ) وهنا لابد من الإشارة الى الدور الهام والجهد الكبير التي بذلته الفنانة إيناس نويهض ،رئيسة الجمعية والفريق المعاون معها في تنظيم هذا الحدث .
فهي فنانة تشكيلية مجتهدة ومتنوعة الاهتمامات وعضو فاعل في المشهد التشكيلي اللبناني، حيث تنظم العديد من الأنشطة والفاعليات الثقافية والاجتماعية ، وتقوم بالعديد من الأنشطة المتنوعة سواء على المستوى الفني والثقافي أو النشاط الاجتماعي ، وهى مجموعة أنشطة إثرائية تهدف الى تنمية الحالة الثقافية والاجتماعية لسكان منطقة المتن الأعلى
تجارب في الحلم والضوء.
وقد حفل المعرض بالعديد من التجارب الفنية والإنسانية المتميزة ، منها الفنانة هند ناصر/ لبنان التي تستخدم الحروفية العربية في بناء بعض أعمالها الفنية ، كما شاركت ببورتريه جيد حاولت فيه التعبير عن البعد الروحي للشخصية.
ومن الهند شارك الفنان ديباك كومار بعمل فنى عن عازفة الفيولين / الكمان فيها درجة عالية من التأمل والحس الرومانسي واختيار اللون جيد ومناسب للحالة.
وتفاعلت الفنانة مريم حسن من فلسطين مع الأحداث الجارية في غزة، التي لا يحتملها أي ضمير إنساني، وتدفع كل مبدع لضرورة التفاعل معها كلا حسب رؤيته ، وشاركت بأكثر من عمل جيد في الرؤية والبناء والتعبير ، ومن لبنان أيضا شاركت الفنانة ريما محمود بعمل يمثل نوعا من الصرخة الفنية ضد الحالة الراهنة والمأزق الاقتصادي والاجتماعي التي تمر به درة الشرق الأوسط لبنان.
وشاركت الفنانة حنان البتاوى / مصر بعملين جيدان في البناء والتكوين الفني والقدرة الوصفية للون ، والتفاعل الجيد مع ذاكرة المكان ، وكيف يتحول المكان الى مصدر الهام للفنان ، مشاهد من الريف المصري وبيوت النوبة ذات الشكل المميز في البناء والتأسيس والألوان ، أما الفنانة أودرى كونان التي كانت ضيفة المعرض من اسكتلندا ، فقد شاركت بأكثر من عمل حمل حضورا قويا للون في كل أعمالها.
الفن والتكنولوجيا المعرض الافتراضي العالمي ، ومن فلسطين الحبيبة أيضا شارك الفنان محمد حازيمه بثلاثة أعمال جيدة تعبر عن العمق التراثي للذاكرة الفلسطينية ، وتعكس خبرة فنية كبيرة في بناء العمل الفني ومهارة في الرسم، والتلوين واختيار مناسب للعناصر ، وفهم جيد لفكرة اللوحة المعاصرة ، أما الفنانة سحر كمال فقد شاركت بثلاثة اعمال فنية، حملت عنوان ( فتاة الظلال)
وهى أعمال متميزة تنم عن وعى متطور وخبرة فنية وفكرية، في صناعة مشهد بصرى جذاب ومتطور ومعاصر، يعتمد على عنصر الضوء في بناء العمل الفني وتأثيره على درجة سطوع الألوان وتعاملها معا.
ومن العراق شارك الفنان أمير سكر ،بأعمال نحتية جيدة فيها حس بدائي/ أفريقي وطقس سحري جاذب مثير للقلق والشغف ..
وفى مجال النحت أيضا شارك الفنان طلعت نجيب من مصر، بعمل نحتي بخامة الخشب حمل عنوان(العمارة الحلزونية) وهو عمل نحتي فيه حركة ديناميكية ، وفهم جيد لفكرة الكتلة والفراغ التي تلعب الدور الأهم في أي عمل نحتي ثلاثي الأبعاد.
وفى مجال التشكيل المجسم ثلاثي الأبعاد أيضا ، جاءت اعمال الفنانة ابتسام ناجى / العراق ، وهى اعمال خزفية تعكس فهم متطور لفكرة الخزف وفهم جيد لخامة الطين، وكيفية توظيفها في انتاج أعمال فنية معاصرة ، مع توظيف جيد لدرجات الحرق للطين في تحديد وتوظيف درجات لون الطين.
وتتسم أعمال الفنان أجود أبوكى بحس رومانسي .. واستخدام جيد لشفافية الألوان المائية واستلهام للطبيعة الخلابة في لبنان ، أما عمل الفنانة ألاء محمد / مصر يعتمد على التبسيط والتلخيص للأشكال ، وتوظيف جيد لقوة اللون الأحمر ودلالته الرمزية ، وتتسم أعمال الفنانة اللبنانية بولا أبو جوده بحس رومانسي هادئ في بناء التكوين.
لمزيد من القراءة اضغط هنا
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة
تعليق علي لوحة مرضعة والدها لدكتور فريد الجراح البرتغال - جريدة كنوز عربية اي.جي
28th أبريل 2024[…] لوحة مرضعة والدها تعليق د فريد الجراح ، البرتغال لوحة للرسام ماكس ساوكو، وهي إحدى اللوحات العالمية المثيرة […]