عن يا من تريد النجاة
بقلم: محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، لا مانع لما أعطاه ولا رادّ لما قضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله ومصطفاه صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فسبحانه وتعالي القائل ” فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ” ثم أما بعد إنه لا يستطيع إنسان أن يحصي أو يقدر حق الآباء والأمهات على الأبناء، ولو يستطيع الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الآباء والأمهات في سبيلهم، لاستطاعوا إحصاء ما يستحقونه من البر والتكريم ولكنه أمر فوق الوصف خاصة ما تحملته الأم من حمل وولادة، وإرضاع وسهر بالليل، وجهد متواصل بالنهار، في سبيل الرعاية المطلوبة، وعن أنس بن نضر الأشجعى قال، استقت أم ابن مسعود رضي الله عنها ماء في بعض الليالى.
فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت عند رأسها حتى أصبح، ولما قدم أبو موسى الأشعرى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه وأسلما، قال لهم صلى الله عليه وسلم” ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟ قالوا تركناها في أهلها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” فإنه قد غفر لها” قالوا بم يا رسول الله؟ قال ” ببرها والدتها” قال ” كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير إن العدو يريد أن يغير عليكم، فجعلت تحمل أمها على ظهرها، فإذا أعيت وضعتها، ثم ألزقت بطنها ببعض أمها وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت” أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، فإنها الأم، يا من تريد النجاة، الزم رجليها، فثم الجنة، فقال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل ” أتخاف النار أن تدخلها، وتحب الجنة أن تدخلها؟ قال نعم.
قال ” بر أمك، فوالله لئن ألنت لها الكلام وأطعمتها الطعام لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات” يعنى الموبقات، وهكذا فإن بر الأم من أعظم الأجور ومن أهم الواجبات، بل هو من التقوى والعمل بما يرضي الله، وذلك بالإحسان إليها قولا وفعلا بالمال والبدن، تمتثل أمرها في غير معصية الله، وتلين لها القول وتبسط لها الوجه وتقوم بخدمتها على الوجه اللائق بها، ولا تتضجر منها عند الكبر والمرض والضعف ولا تستثقل ذلك منها ولا تقل لها أف ولا تنهرها وتذكر أنك ستبلغ الكبر عند أولادك كما بلغاه عندك وسوف تحتاج إلى البر فإن قمت ببرها فأبشر بالأجر العظيم والمجازاة بالمثل، فمن بر والديه بره أولاده ومن عق والديه عقه أولاده والجزاء من جنس العمل، فكما تدين تدان، فقد رأى ابن عمر رجلا قد حمل أمه على رقبته، وهو يطوف بها حول الكعبة.
فقال يا ابن عمر؟ أترانى جازيتها؟ قال له بن عمر، ولا بطلقة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا، واعلم أن من عق أمه، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يقبل منه عمل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان، وثلاث لا يدخلون الجنة العاق لوالديه، والديوث، والرّجلة” رواه النسائي والحاكم، وتأمل كيف وصى الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين وكيف قرن عبادته بحق الوالدين لعظم شأنهما وتقديرهما، فقال تعالى فى سورة الإسراء ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا”
فتأمل رحمة الله حال صغرك وتذكر ضعفك أثناء طفولتك، فقد حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر وهنا على وهن، حمتلك كرها ووضعتك كرها ولا يزيدها نموك إلا ثقلا وضعفا وعند الوضع رأت الموت بعينها ولما بصرت بك إلى جنبها سرعان ما نسيت كل آلامها، وعلقت فيك جميع آمالها رأت فيك بهجة الحياة وزينتها.
كيف يعم الرخاء ليشمل البلاد والعباد - مقال : محمد الدكرورى -مصر - جريدة كنوز عربية اي.جي
07th مايو 2024[…] الأمة سواء على دينها أو قيمها أو أخلاقها، فحرم الإسلام الربا بوصفه أولى العقبات في التنمية الاقتصادية، ووسيلة سهلة […]