متى تتحرك وزارة الثقافة لإنقاذ الفن الجميل ؟
هل انتهى زمن القاص الشعبي ؟؟؟
بقلم / أحمد فوزي حميدة
هل انتهى زمن القاص الشعبي ؟ ما زالت صورته عالقة في ذهني ، وما زالت أذني تحفظ كلمات قصصه ،وعيني لا تفارقها صورته ،بعمته وجبته وقفطانه ،وحركاته على المسرح.
عن القاص الشعبي اتحدث ،أو ما يعرف بمطرب القصة الشعبية المغناة ،كنت أشاهده بكثرة في صغري، حينما كنا نذهب لموالد آل البيت في القاهرة والاقاليم، كان القاص الشعبي حينها، هو صاحب الطلة والحضور الرئيسي ،في كل سرادقات المحبين والطرق الصوفية المنتشرة في المولد .
فلم يكن للمنشدين حينها هذا الحضور الذي نراها راهنا ، بل على العكس ، كان مطربي القصص الشعبية ،منتشرون سواء من الرجال أو النساء ، وكم رأيت في الموالد المطرب محمد طه فرقته، ويوسف شتا وأحمد مجاهد .
القاص الشعبي وفيلم زقاق المدق
أما الان اختفى هذا الفن من الموالد ، خاصة في القاهرة والصعيد ، وتذكرني حالة الغياب هذه ،للقاص الشعبي بفيلم زقاق المدق، للكاتب العالمي نجيب محفوظ ، حيث وثق الفيلم الذي تم انتاجه عام 1963 ،لنهاية عصر رواة السيرة الشعبية ، واستبداله بالراديو حين تم طرد الراوي الشعبي من المقهى.
لان صاحب المقهى اشترى راديو ،وقد صدم الجميع حين تم تشغيل الراديو، وسماع صوت الراوي الشعبي يتردد عبر الراديو ، فقالوا لصاحب المقهى ( المعلم كرشه ) يعني راوي راح وراوي جه.
وذلك مع الاشفاق على الراوي ابن الحته، الذي اعتاد الناس عليه والتفاعل معه بشكل مباشر، وانتهاء وجوده من على الساحة تماما .
هل انتهى زمن القاص الشعبي ؟ فيلم زقاق المدق وحوالي ستة أفلام أخرى ، وثقت لرواي السيرة الشعبية ،لكن حتى الان لم تحفظ لنا الدراما على تاريخها الطويل أي قصة لمطرب شعبي ، سوى محمد طه وخضرة محمد خضر .
هل انتهى زمن القاص الشعبي ؟ وكان للضرورة الفنية وليس كجزء من حياة الناس الشعبية ،مع أن الدراما وظهور التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي ،خاصة المرئية، ساهمت بشكل كبير ومباشر في غياب جمهور القصة الشعبية المغناة ، مما نتج عنه تراجع دور القاص الشعبي اجتماعيا ، واختفائه إما مجبرا أو بإرادته، لعدم اقبال الجهور عليه كما الماضي .
دور وزارة الثقافة للحفاظ على الفنون التراثية
فيجب أن تهتم وزارة الثقافة وقصورها المنتشرة في كل المحافظات ، الاهتمام اللائق بهذا الفن، قبل أن يختفي تمام، فما زال هناك بعض الأصوات التي تتحدى الصعوبات وتجاهد حتى يستمر، ويسمعه الجمهور .
فهل تهُب وزارة الثقافة لتكريم هؤلاء المطربين، وتوثيق فنهم قبل فوات الأوان، أم ينتهي الامر بالصمت كالعادة مع الفنون التراثية ؟
لمزيد من القراءة اضغط هنا
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة