هذا وقت الاصطفاف
بقلم. أحمد المغربي
مقدمة
من يتابع الأحداث في الأيام القليلة الماضية سيجدها تمشي بوتيرة متسارعة نحو التصعيد المتبادل بين مصرنا الحبيبة ودولة الاحتلال، فبعدما اجتاحت قوات الاحتلال الصهيونية مدينة رفح الفلسطينية ولم تُلقي بالاً للنداءات الدولية، وضربت بعرض الحائط التحذيرات المصرية المتكررة بل وصلت بها الجرأة والاستهتار إلى دخول محور فيلادلفيا واحتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني ورفع العلم عليه وذلك خرق صريح لإتفاقية المعابر 2005،
الانضمام لدعوة جنوب إفريقيا
ووضع إتفاقية كامب ديفيد على المحك، عندها أيقنت الإدارة المصرية إن دولة الاحتلال تتلاعب بالمفاوضات ولا تريد سلامًا، فغيرت من إستراتيجيتها، وبدأ الأمر جليًا بإعلان الخارجية المصرية الانضمام لدعوة جنوب إفريقيا ضد دولة الإرهاب الإسرائيلية واتهامها بالإبادة الجماعية والفصل العنصري وتوثيق جرائمها في قطاع غزة أمام المحكمة، ثم التهديد بتجميد اتفاقية السلام وقطع العلاقات الدبلوماسية،
المقاومة الفلسطينية
ووقف الاتصالات بين القاهرة وتل أبيب والعودة إلى ما قبل 17 سبتمبر 1978، بالإضافة إلى إلغاء التنسيق الأمني بين الطرفين على جميع الأصعدة، وحدة نبرة الإعلام المصري وتصاعدها ضد الكيان والإشادة ببطولات رجال المقاومة الفلسطينية، والسماح بخروج مظاهرات محدودة داعمة لأهل غزة.
ثم إخلاء معبر رفح من الجانب المصري من الشاحنات وإعلانه منطقة عسكرية، بجانب استدعاء جنود الاحتياط ورفع الجاهزية القصوى في جيشنا، وزيادة الآليات العسكرية والدوريات ونقاط التفتيش على طول الحدود مع قطاع غزة، وإخلاء المستشفيات في سيناء من جميع المرضى تحسبًا لوقوع الحرب.
المبادرة المصرية
فضلًا عن نداءات الإعلاميين والنخبة واتحاد القبائل العربية التي تطالب فيها الدولة بفرض إرادتها واتخاذ موقف حاسم ضد الكيان المأزوم.
كل هذه المعطيات تجعلني أرى: إن دولة الاحتلال المارقة إن لم تتراجع عن إجرامها وعنجهيتها وتخضع لشروط المقاومة في المبادرة المصرية وتلتزم بالشرعية الدولية فهذا معناه؛ أن الأحداث تمشي بخطى ثابتة نحو مواجهة عسكرية حتمية بين قواتنا المسلحة المصرية وقوات الكيان المجرم.
خاتمة
وفي هذا الموقف العصيب في تاريخ الدولة المصرية فليذهب كل شيءٍ للجحيم ويبقى الوطن، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، فهذا وقت الوطنية والفداء والتضحية، وتقديم مصلحة الوطن على أي حسابات أخرى، فذلك المشهد هو بحق وقت الاصطفاف والوقوف خلف جنودنا البواسل، فلتحيا ألف مرة القوات المسلحة المصرية وفصائل المقاومة الفلسطينية .
لقراءة المزيد عبر موقع كنوز عربية، إضغط هنا.