مركزية النص الأدبي.. دراسة نقدية للشاعر علي الحمداني – العراق
بقلم علي الحمداني – العراق
يقول الناقد عبدعلي حسن في موضوعة مركزية النص الأدبي:
(أن انفتاح النص الأدبي على تأويلات وقراءات متعددة هو تقويض لمركزية النص التي تتحوّل إلى مركزية المتلقي التي تتيح للنص فسحة اكبر لإخضاعه إلى جدلية مستمرة ولانهائية، وبذلك فقد اكتملت خطيّة مركزية النص.. المؤلف.. النص.. المتلقي).
يسحبني هذا التنظير الى التطبيق على قصيدة الشاعر عباس مزهر السلامي التي نصها:
….
َمنْ غير وجهكِ في ظلامي يُسفرُ ولِمَن أصوغ مشاعري وأُسطّـــِرُ؟
عشرون عاماً بالكآبة قدْ مَضت عشرون مرَّت والهموم تُزمْجِـــــرُ
لكنَّ عيني مُذْ رأتكِ تجمَّعــَــــت
كلّ الأماني صوبَ وصلكِ تنظرُ
فسريتُ خلفكِ كنتُ غير مصدقٍ في أنَّ حباً قد يلوحُ ويظهــــــــرُ
عيناكِ بحرٌ بالمحبة زاخــــــرٌ أنا سابحٌ في موجهِ أنا مُبحــــــرُ
ماذا سأكتب عنكِ يا نبع الهوى ماذا سأحكي عن هواكِ وأذكــــــــرُ ؟
يكفي من الدنيا بأنّكِ عالمــــي بل أنتِ كوْني، بل أجلّ وأكبـــــــرُ
هيهات أنْ أنسى ودادكِ ما بَدت شمسٌ يلوحُ ضياؤها أو يُنشــــرُ
…….
الشعر إحساس داخلي وحديث روحي يترجمه القلم على الورق في كلمات عذبة قد تكون محزنة أو مفرحة تبعا للحالة النفسية التي يمر بها الشاعر، فالشعر قبل كل شيء هو لغة الوجدان.
لكن هذا لا يعني أن كل كتابات الشعراء نابعة عن تجارب شخصية… قد تكون ناتجة عن صور مرت به في حياته ومحيطه المعاش… أو بعبارة أخرى ترجمة لواقعه. أو قد تكون صور جمالية نابعة عن خيال الشاعر الخصب.. هذه الترجمة تتنزل كالوحي الذي لا يمكن الاعتذار عنه. فيتطوع الشاعر لتسطير ترجمته على شكل نص لا يملك القرار في منحه الصيغة الشكلية لترجمة المشعور الى محسوس.
قصيدة عباس مزهر السلامي أعلاه أكدت أن جمالية الشعر المقترنة بالصدق هي الأكثر تأثيرا في العقل الواعي فردا أو جمعا في المتلقي، فهو ينقل الرسالة الإنسانية ويمنحها زخما من الجمال يجعلها مؤثرة في السلوك والتضامن الفكري وتوحيد مسار واتجاه الكتلة العاطفية للمجموع.
عباس السلامي حرص على وحدة الموضوع في القصيدة وتجنب توظيف اللغة المركزة التي اعتدنا قراءتها في نصوصه النثرية واسهب في أبياته العمودية على تناول موضوع القصيدة بصياغة عذبة سهلة القراءة والفهم ولم يزرع فيها صورا وانزياحات تتطلب جهدا في التنقيب عن المقاصد والانساق والمعاني، بل انه لم يغلف أي مضمر بين سطور النص العمودي فمنح بذلك للمتلقي نصا عذبا مموسقا وحصر التلقي داخل إطار الصور التي رسمها.
ولعل في هذه القراءة استنتاج عملي لما ذهب اليه الناقد عبدعلي حسن حول مركزية النص الأدبي في أوضح تطبيقاتها.
للمزيد من النقد الأدبي عبر موقع كنوز عربية، اضغط هنا
منتدي الأدب والفكر العربي - خبر لزينب عجلان - جريدة كنوز عربية اي.جي
24th أبريل 2024[…] ٢٠ إبريل ٢٠٢٤، مهرجان مسابقة فارس الشعراء العرب الأول بجمهورية مصر العربية، وقد أقيم المهرجان بالمركز الأولمبي بالمعادي، برعاية […]