كتبه / اللواء رؤوف جنيديكلماتٌ حان موعدها ،في ظل أجواء التوتر التي تشهدها حدودنا الشمالية الشرقية، وهو ما يعتبر أحد مهددات الأمن القومي المصري، اختلط على الناس منذ اندلعت الأحداث ،بعض مفاهيم المتعلقة بكيفية الحفاظ على أمننا القومي ،خاصة في ظل هذه الظروف الراهنة والمعقدة .
حديث العامة عن الحرب
وترددت كلمة الحرب على ألسنة البعض هل ندخل الحرب أم ستُفرض علينا، ومما لا شك فيه أننا سنحافظ علي أمننا القومي ولكن بالمنطق وليس بالشعارات .والمنطق يقول بدايةً : أن الحرب ليست غاية ،وإنما هي وسيلة لتحريك قضية ما، فشلت في تحريكها الحلول السياسية الناعمة بسبب تعنت طرف آخر .فالحرب هي السياسة الخشنة أو السياسة الصلبة، او هي حديث العسكريين بعد أن استنفد السياسيون محاولاتهم .ولا شك أن تجنب الحرب هو أحد وسائل الحفاظ على الأمن القومي، وخاصةً إذا كانت الحرب غير واضحة الهدف ،ولم يُخطط لها تخطيطاً جيداً .
الحرب من منظور الجيوش
كلماتٌ حان موعدها ، ولكن في أحيانٍ أخرى تكون الحرب هي عين الأمن القومي نفسه ،حتى وإن فُرضت علينا وذلك عملاً بمبدأ ( الهجوم هو خير وسيلة للدفاع )إن مهمة القوات المسلحة ،لأى دولة لم تعد هي الحفاظ على حدود الدولة الجغرافية فقط ،بل تمتد لتأمين مصالح الدولة، وكل ما يهدد أمنها القومي، حتى لو كانت هذه المهددات خارج حدود الدولة الجغرافية .وتقع فيما يسمى بالحدود ( الجيو/ سياسية ) للدولة وهذا هو المفهوم الأشمل والأوسع للأمن القومي .إن السلم المبنى على الخوف من خسائر الحرب هو سِلمٌ هشٌ وضعيف ، طالما وقر في ذهن عدوك هذا الاعتقاد ،فلا تهول من قدرات عدوك فتتراجع ، ولا تهون من قدراته فتتراخى .كلماتٌ حان موعدها ،ئمن الحكمة أن نتجنب الحرب الغير هادفة ، والتي يعتبر الاستفزاز هو دافعها الأول، ولكن من الحمق أيضاً أن نُظهر لعدونا كل حينٍ أننا نرتعد كلما ذُكرت أمامنا سيرة الحرب .يجب أن يعلم عدونا أن وصول يدنا للسلاح أسرع من وصولها لغضن الزيتون ، إذا كان عدونا يتبنى مبدأً وجودياً يقول ( حدودي حيث يقف جنودي) .فعليه أن يعلم أن مصر تتبنى مبدأ قتالياً مهاراي يقول ( حدودي كيف يقف جنودي ) وزئيرهم وحده يحرر أرضاً ويسترد كرامة .صحيح : أننا نعمل بتعاليم الله تعالى ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) . أما وأنك لم تجنح للسلم . فمن ذكر الآية الأولى ذكر أيضاً ( كُتِبَ عليكم القتال وهو كره لكم ) ، ولا يلومن الأخرق إلا نفسه . تلك مفاهيم راسخة في أذهان رجال القوات المسلحة رسوخ الجبال ومعمولٌ بها . وهى رهن التنفيذ وقتما دعت الضرورة لذلك أو تهدد الأمن القومي المصري ولو عن بعد .
لمزيد من القراءة اضغط هنا
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة