في ذكرى تحريرها.. أرض الفيروز
بقلم: م. أشرف قميحه
أرض سيناء هي الشرف الموهوب إلينا،
والأمانة التي قد حملنا سرها، و الميراث العظيم الذي تركه لنا الأباء و الأجداد ..
دماء طاهرة
أما الشرف، فنحن لا نؤثر السلامة إن تحرش به متحرش، و أما الأمانة، فقد حملناها و قدمنا ضريبتها دماء طاهرة من أغلى الأحباب، و أما الميراث، فلا تفريط فيه و لو أشرقت الشمس من المغرب .
إن مصر وجيشها و شعبها قد مرت عليهم آلاف السنين، لم تمر دقيقة منهم بغير طامعين فيها و لا متأمرين عليها و لا مشككين بها.
الشهداء الأبرار
ولكن لم يُفرط في حبة رمل منها مصري، و حين سقطت غدراً ، فقد عادت شرفاً ، و حين دنستها أقدام الخوارج ، تطهرت بدم الشهداء الأبرار.
نتذكر اليوم تضحيات شهدائنا الأبرار وبطولات جنودنا البواسل الذين أعادوا للوطن كرامته وسيادته على أرض سيناء الحبيبة.
فتحرير سيناء لم يكن مجرد عودة للأرض، بل كان تأكيدًا على قدرة هذا الشعب على تحقيق المستحيل والحفاظ على مقدراته.
عام 1979 التى وقعها مناحيم بيجن بنفسه مع مصر هدد هو نفسه عندما كان وزير دولة بحكومة جولدا مائير، بالانسحاب هو ووزراء حزبه «حيروت».
اتفاقية سلام
من الحكومة فى حال الموافقة على المبادرة الأمريكية وتوقيع اتفاقية سلام مع مصر والانسحاب من الأراضى التى احتلتها تل أبيب عام 1967.
بذلك كانت جولدا مائير تصر فى كل مرة ترد فيها على الإدارة الأمريكية، على أنه من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل من ناحية وبين مصر والدول العربية.
الانسحاب الإسرائيلى
من ناحية أخرى لا بد من الوصول لطريق المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وقالت، إنها لا تقبل مقترحات روجرز بالانسحاب الإسرائيلى من قناة السويس.
في ذكرى تحريرها.. أرض الفيروز
التى من شأنها أن تمكن مصر من فتح المجرى الملاحى مرة أخرى، واعترضت بشكل خاص على الانسحاب الإسرائيلى الشامل من سيناء.
مبادرات السلام
وأشارت يديعوت إلى أن عدم قبول إسرائيل لمبادرات السلام، التى كانت تعرضها الولايات المتحدة الأمريكية.
ودفعت فى نهاية المطاف لاندلاع «حرب أكتوبر» عام 1973 من جانب المصريين من أجل كسر الجمود السياسى، على حد قولها.
فحرب اكتوبر 1973 قامت من الأساس لفرض عملية السلام على الصهاينة بالقوة والقبول بها بعد هزيمتهم هزيمة منكرة امام الجيش المصري الجسور.
وإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات لإتمام عملية إنسحابهم من سيناء ولو على عدة مراحل.
لأن الصهاينة لا يعرفون ولا يحترمون سوى الأقوى منهم فالمصريين ليسوا دعاة حرب، ولكن إذا فرضت الحرب علينا وجب علينا القتال ولا نرضى سوى إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
حرب اكتوبر
وايضا حرب اكتوبر قامت ليس بإرجاع سيناء فقط للوطن الأم بل، و قامت فى الأساس لإرجاع كامل الحقوق العربية المغتصبة من جانب إسرائيل بداية من هضبة الجولان السورية ومرورا بغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بفلسطين وغور الأردن.
ياسر عرفات
وحاولت مصر ممثلة فى شخص الرئيس الراحل انور السادات، طيب الله ثراه ببذل جهود مضنية وشاقة مع كافة الفصائل الفلسطينية وقياداتها بداية من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي كان يشغل حينها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.
ومعه رفيق دربه “جورج حبش” الذي كان يقف بالمرصاد ضد اي محاولات مصرية لإقناع زعماء الفصائل الفلسطينية بالجلوس مع مصر على طاولة المفاوضات ضد الكيان الصهيوني.
فى محادثات سلام بداية من فندق مينا هاوس وحتى عزوف ورفض هؤلاء القادة موضوع مجرد التفكير فى السفر إلى منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكيه والتهديدات بالقتل سواء..
من جانب جورج حبش او من بقية زعماء الفصائل ضد ياسر عرفات لأن هولاء الحمقى كانوا قد اعلنوا انهم لن يعترفوا بأى إتفاق مبرم بين مصر وإسرائيل من جهة وبين فلسطين وإسرائيل.
ومن جهة اخرى فى نطاق حدود 67 وتكون القدس تحت السيادة العربية ولكنهم كانوا يريدون إقامة دولة فلسطينية على حدود 48 وخلاف ذلك سوف تستمر المقاومة غير عابئين بخطورة الموقف.
وان نزيف الدم العربي من شباب واطفال ونساء وعجائز سوف يستمر وبالرغم من كل ماحدث فإن مصر حاولت بقدر الإمكان تقديم اكثر من عرض حتى يوافق زعماء الفصائل الفلسطينية على الجلوس على طاولة المفاوضات.
ولم تسلم مصر من بذاءآت وسباب هؤلاء الحمقى ووصل بهم الأمر انهم وصفوا مصر ورئيسها بالخيانة والعمالة للصهاينة والأمريكان.
وان مصر قد باعت قضية فلسطين ونسوا عن عمد ان مصر قدمت اكثر من مائة الف شهيد لصالح القضية الفلسطينية بداية من عام 48 مرورا بعام 56 و67 ونهاية بعام 73.
وبالطبع لا يمكن ان نمحوا من ذاكرتنا مافعلوه هؤلاء الشرذمة عند إغتيال بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد انور السادات فى حادث المنصة الشهير يوم 1981 اثناء الإحتفال بالذكرى الثامنة لنصر اكتوبر العظيم.
حيث قاموا هؤلاء اصحاب الشعارات البراقة الحنجورية بالرقص والغناء والإحتفال بمناسبة إغتيال البطل الشهيد.
وعلى رأسهم ياسر عرفات وجورج حبش الذى توفى عام 2008 تاركا وراؤه العديد من حمامات الدم المراق على ارض فلسطين الحبيبة.
وسب ولعنات من آلاف الأمهات الثكالى والأرامل والأطفال اليتامي والعجائز والكهول الذين مازالوا حتى يومنا هذا يدفعون ثمن غرور وعنجهية.
وقرارات عنترية صدرت من افواه لاتريد سلاما ولا امنا ولا كرامة ولا إستقلالية فى القرار السياسي الفلسطيني الذي إتبع هوائه فضل وشقى وآثر طريق الموت والدم على طريق الحياة والأمن …
حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعب وتحيا مصر . تحيا مصر . تحيا مصر في ذكرى تحريرها.. أرض الفيروز.