فتاوي أحكام الصيام
بقلم فضيلة الشيخ / عبد المنعم الطاهر احمد سليمان
من علماء الازهر الشريف
هل يُقبل الصوم ممن عليه قضاء من العام الماضي؟
– الجواب: نعم، إن شاء الله تعالى، وعليه أن يقضي بعد صومه ما فاته من أيام رمضان الماضي مع إطعام مسكينٍ عن كل يوم أَخَّرَه إن كان التأخيرُ لغير عذرٍ، ويكتفي بالقضاءِ وحده إن كان التأخيرُ لعذرٍ.
ما حُكم العطر في نهار رمضان؟
– الجواب: يجوز شرعًا للصائم أن يتطيب في نهار رمضان، ولا حرج عليه في ذلك، مع مراعاة ألَّا يصل شيء من الطيب إلى جوفه.
ما حكم قطرة الأذن، أو غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف في أثناء الصيام؟
– الجواب: وَضْعُ النُّقَطِ في الأنف أو الأذن أو استخدام بخاخ الأنف مُفسِدٌ للصوم إذا وَصَلَ شيءٌ من ذلك إلى الدماغ أو إلى الحلق، فإذا لَم يُجَاوِز شيءٌ من ذلك الخَيْشُومَ إلى الحلق فلا يفسد الصيام.
هل يجوز للصائم أن يغسل أسنانه بالماء والمعجون أثناء الصيام؟
– الجواب: يجـوز استعمال الماء والمعجون في تنظيف الأسنان في نهار الصيام ما لم يدخل من ذلك شيء إلى الجوف؛ لأن المفسد للصيام هو دخول شيء للجوف من منفذ مفتوح، والأفضل للسائل أن يجعل ذلك في غير ساعات الصيام ليبتعد عن الوساوس والخطرات الشيطانية.
ما حكم الكريم المرطب للجلد والزيت المغذي للشعر في أثناء الصيام؟
– الجواب: هذه الأشياء لا تُفطر؛ لأنها لا تصل إلى الجسم من منفذٍ مفتوح.
هل التدخين يبطل الصيام؟
– الجواب: التدخين مع كونه عادةً سيئةً محرمةً شرعًا، وتضر بصحة الإنسان، فهو أيضًا مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.
ما حُكم تأخير الغسل بالنسبة للحائض إلى بعد الفجر في رمضان؟
– الجواب: إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر وتيقّنت الطُّهر فإنه يجب عليها أن تنوي الصيام وتصوم، وصيامها صحيح حتى وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولا قضاء عليها؛ لأن تأخيرها للغسل لا يبطل صومها، ولأنها صامت وهي طاهر قال الإمام النووي– رحمه الله- “وَإِذَا انْقَطَعَ الْحَيْضُ، ارْتَفَعَ تَحْرِيمُ الصَّوْمِ وَإِنْ لَمْ تَغْتَسِلْ”. أما إذا كان الحيض موجودًا ثم انقطع بعد الفجر، فلا صيام عليها في هذا اليوم، ويجب عليها القضاء.
ما حكم صوم رمضان للحامل والمرضع؟
– الجواب: الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفًا على ولديهما يجب عليهما القضاء دون الإطعام.
ما حكم من يصوم رمضان ولا يصلي، هل يَفسُد صيامه ولا يؤجر عليه؟
– الجواب: من صام وهو لا يصلي صومه صحيح يسقط عنه الفرض؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى. أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي.
ما حكم تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان؟
– الجواب: تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروهٌ للصائم عند جمهور الفقهاء؛ لِمَا قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حرامًا إن غلب على ظنه أنه يُنْزِل بها، ولا يُكرَه التقبيل إن كان بغير قصد اللذة؛ كقصد الرحمة أو الوداع إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ” أخرجه مسلم في “صحيحه”.
ما هي عقوبة الجماع بين الزوجين أثناء الصيام خلال شهر رمضان؟
– الجواب: الجماع في نهار رمضان كبيرة من كبائر الذنوب، ويجب التوبة منه بالإقلاع والندم والعزم على عدم الرجوع إليه، فإن جماع الصائم لزوجته في نهار رمضان عامدًا مختارًا بأن يلتقي الختانان وتغيب الحشفة في أحد السبيلين مفطر يوجب القضاء والكفارة؛ أنزل أو لم ينزل، وعلى كل من الزوجين قضاء صيام اليوم الذي حصل فيه الجماع، وعلى الزوج بالإضافة إلى ذلك صيام شهرين متتابعين كفارة لما وقع فيه، فإن لم يستطع -بأن كان مريضًا وقرر الأطباء عدم قدرته على الصوم- أطعم ستين مسكينًا.
ما حكم قضاء الصوم عن المتوفى؟
– الجواب: أولاد المتوفاة مخيّرون بين الصيام عن أمهم وبين إطعام مسكينٍ عن كل يوم أفطرته ولم تقضِه، ويجوز إخراج القيمة.
من نام أكثر اليوم في نهار رمضان؛ هل يبطل صومه؟
– الجواب: النوم أكثر النهار في رمضان لا يبطل الصوم، بل لو نام الصائم النهار كله فصومه صحيح، إلا أنه يكون قد فوت على نفسه فضل كبير.
أنا غير محجبة، فهل يقبل الله صلاتي وصيامي؟
– الجواب: الزي الشرعي للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، والزي الشرعي هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف. والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء؛ فمن صلَّى مثلًا فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرِّر لها ترك ارتداء الزي الشرعي. والمسلمة التي تصلي وتصوم ولا تلتزم بالزِّيِّ الذي أمرها الله تعالى به شرعًا هي محسنةٌ بصلاتها وصيامها، ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها، ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى.
هل نظر الممرضة إلى عورة المريضة يُبطل الصيام؟
– الجواب: الأصل ألا تنظر المرأة إلى عورة المرأة إلا لضرورة، فالضرورات تبيح المحظورات، ومن هذه الضرورات التداوي والعلاج. وعليه: فيجوز لك النظر إلى عورتها في حدود الضرورة ما دام ذلك للعلاج، حيث إن الضرورات تقدر بقدرها، وبالنسبة للصيام، فصيامك أثناء عملك هذا صحيح؛ لأن ما تقومين به ليس من المفطرات.
البخاخة لمرضى الربو الشعبي وحساسية الصدر، هل تفطر الصائم أم لا؟
– الجواب: البخاخات المستعملة في مثل هذه الحالات مُفطرة للصائم؛ لأن بها رذاذًا يدخل إلى الجوف من الفم أو الأنف، وللمريض أن يفطر، ثم يقضي الصوم بعد شفائه، وإن كان المرض مزمنًا فعليه فدية إطعام مسكين عن كل يوم.
حكم ما يَدخُلُ المهبل أو الإحليل في نهار رمضان؟
– الجواب: مَن احتاج إلى شيءٍ من ذلك حال صيامه ولا يمكن تأجيله إلى ما بعد الإفطار يجوز له أنْ يُقَلِّدَ من أجازه من العلماء في أثناء الصوم؛ فلا يفسد الصومُ عندهم بما يدخل الإحليل، أو إذا كان الدَّاخِلُ لِلْفَرْجِ جامِدًا؛ كالآلاتِ وبعضِ أنواعِ اللبوس، وإن كان القضاءُ مستحبًّا لمن استطاع؛ خروجًا مِن الخلاف.
حقن الأنسولين خلال الصوم
– الجواب: لا مانع شرعًا من أخذ حقن الأنسولين تحت الجلد أثناء الصيام، ويكون الصيام معها صحيحًا؛ لأنها وإن وصلت إلى الجوف فإنها تصل إليه من غير المنفذ المعتاد، ومن ثم يكون الصوم معها صحيحًا.
هل يجب استئذان الزوج في قضاء الصيام الواجب، وهل يجب طاعته؟
– الجواب: الأصل في صيام الفريضة عدم استئذان الزوج، وعدم طاعته إن رفض صيامَكِ، أما قضاء صيام رمضان فيكون على التراخي، بمعنى أنه غير محدد بوقت، فيمكن قضاؤه إلى آخر شعبان التالي؛ ولذلك فمن الأفضل الاتفاق مع الزوج على أيام معينة، أو أيامٍ ينشغل فيها، أو يترك المنزل أغلب النهار، حتى تبقى الألفة والمودة قائمة، أما في حالة ضيق الوقت- كما إذا دخل عليكِ شعبانُ ولم تتمكني من القضاء- فلا طاعة ولا استئذان، بل تقضين وتمنعين نفسك منه، وتذكريه بالله تعالى والوقوف عند حدوده.
كيف يكون إفطار الصائم في الجو؟
– الجواب: الصائم يفطر في الجو عندما تغيب الشمس عنده وفي النقطة التي هو فيها، ولا يفطر بتوقيت بلده أو البلد الذي يمر عليه، بل عند غروب الشمس بكامل قرصها في عينه هو، فإذا شق عليه ذلك فليفطر؛ للمشقة الزائدة المركبة في السفر، وليس لانتهاء اليوم. فلو أفطر حينئذٍ فإنه يكون عليه أن يقضي يومًا مكان ما أفطر، وما يقوله قادة الطائرات من الإفطار على ميقات البلد الأصلي أو البلد الحالي دون مراعاة غياب الشمس أمامهم غير صحيح شرعًا. وهناك حالة تغيب فيها الشمس، ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة، وهنا يُفطِر الصائم ولا يلتفت لردِّها وعودتها.
احكام متعلقة بالزواج والطلاق - جريدة كنوز عربية اي.جي
18th أبريل 2024[…] فرض نفقة زوجية على الغائب؟ نعم يجوز لأنه لا يمنع غياب الزوج من فرض النفقة […]