جريدة كنوز عربية اي.جي

#خواطر أدبية

عوده الطائر.. خاطرة أدبية للكاتبة سحر كريم

عوده الطائر.. خاطرة أدبية للكاتبة سحر كريم

بقلم: سحر كريم
دائما ما يكون الفضاء الخارجى محورا للتساؤل عن ماهية الكون ربما يكون هذا ظمأ للمعرفة وشوق للمجهول ضريبة تدفعها الإنسانية حلما وتشفيرا لثروات من الكائنات المختلفة الأشكال والألوان فًى عالم قد يكون رمزا ثنائيا أحادى وتنحيه أصفار أو رسم مرئيا وهياكل تبدو للناظر إليها وكأنه قد وصل لعالم ملئ بالأسرار ومن هنا تكون البداية حول المعرفة ومصطلح يشير لوجود الحياة فى مجره مملوءه بالنجوم والأسفار فى عالم متناهى نرى فيه قدره الكون على إلهام العقول فى تساؤل الإنسان الناضج بعيدا عن نتوءات غير مبرره رغم إيقاع الحياة المتواتر فى سلسلة من تقنيه خاصه للحذف الضمنى مهمش على جدران فروضه قصه خلفيه لا تمثل لأرضية التفسير فى الواقع فضاء فى وحده فنية رائعة نسجت فى لغه متميزة وتصوير مجازى فى كل عناصره من بيئه ووجدان.
وتطير وتذهب وتحلق فى السماء الزرقاء الجميلة بما يعتريها من وفاء مكنون فى قلبها الصغير كأم متفائلة تقاسى من البرد وتهاجر باحثة عن المأوى والحنان المفقود على أمل أن تصادف فى حياتها عش هادئ يعتريه المحبه والسكون صامته فى مشاق السير تلقى المصاعب فى رحلتها من الصيادين المهره تفقد فلذات أكبادها تلقى حتفها فى رحلة مليئة بالقصص والحكايات لا تفقد مع يأسها مشوار حياتها بشجاعة ومصابرة تجوب البلاد وتركب البحار وتقطع الصحراء وتتلاقى مع الكثير من الأحبه فليس للحزن عندها من مكان لها فى الحرية لغات تتجرع فى زقزقتها أسمى مايرنو إليها من ألحان تواجه الريح ويسمع أصواتها وتتوارى فى لغه لا يفهمها إلا المرهفون تطير فى فضاء رحب تغدو خماصا وتروح بطانا وتمد جناحيها وكأنه يسع العالم شجونا ليلتقط حلم حرا يرسم كلمات من الشجن كالوحه الباهتة عندما تأذن السماء بهطول المطر وتبتل أجنحتها وكأنها تنثر ماتبقى من المطر على جناحيها على تلك اللوحه لتضيف إليها رونقا خاصا تتراقص حره بإيقاع مع نسمات فى أحضان السماء وتقترب من العش الذى بنته ببراعه فنان يجيد فن البناء فى مدارس تعلم فيها طويلا تنظر إلى وليدها بعدما أرهقها بناء العش من أجله وتجلس بجانبه متعبه من طول السفر فى الفضاء فلم يعد جسدها الضئيل قادرا على إحتضان أحلامها تغرد عندما تنظر إليهم وهى تطعمهم فرحه بما أتته من طعام لهم وكم كلفها من رحله شاقه فى العثور عليه تحدث نفسها قائلة:-أين البنيان الهادئ لأطمئن عليكم فيه بعيدا عن أيدى الصيادين عندما تكبرون وتذهبون لعالم جديد غير ماألفتوه محلقين فى حرية ونغم يحيى النفوس مكافحين مثلى مغردين وكأنكم إناس مهاجره تحلق فى الأجواء باحثين عن الإستقرار بلا مأوى تغردون طاره على الأغصان لا حبا بل لأنكم تشعرون يوما فيه بالأمان.
وينظر إليها خارج العش أحدهم عصفور صغير ذو رقبه رفيعه ورأس صغير يملؤه الشعر فيزيده جمالا ومنقار صغير قوى وجناحين قصيرين مدببين وذيل صغير جميل رفيع لقد كبر وأذن له بالطيران وتحاول الأم جاهدة أن تعلمه كيف يطير فى عالم ملئ بالأسرار وتنتهى رحلتها كأم فى إطعامه عندما كان صغيرا علمته الطيران وأطعمته من جوع وبنيت له العش الذى يأويه من برد الشتاء القارس وحرارة الصيف اللاذعة والأن أصبح عصفور يحق له الطيران بحرية باحثا عن قوت يومه فى رحلة طويلة يتواجد فى الغابات طاره محلقا وطاره أخرى فى الحدائق والشوارع والميادين والبحار والمحيطات وكثير من الأماكن المختلفة الأشكال والألوان وتأذن له الأم بالترحال ناظره إليه فى صمت مودعه إياه بلغه لا يفهمها سواهما وكأنها تقول:-هاإنذا بدأت رحلة الحياة ياعزيزي سنفترق كن متفائلا فهناك يوم قد نتقابل فيه عن قرب أو أكون لديك ذكرى كأم أنظر إلى أخواتك فقد يطيل الفراق كثيرا بينكم وينظر إليها الإبن صامتا مودعا وتبدأ فى تعليمه كيف يطير؟ويتعلم الصغير الدرس ويحلق فى السماء مودعا لأمه والصغار ويرتفع ويرتفع عاليا كما تعلم فن الطيران ويغدو فوق البحار محلقا ناظرا للسماء الزرقاء فى حرية وهبها الله له للعيش فى تلك الحياة معلما إياه فإنه لن يلقى رزقه فى العش ولا سيدرك للحياه من معنى إلا بالعمل صابرا ومصابرا يواكب العالم بعمله دون أن ينجرف محققا إنجاز سريع فى الحصول على مايبتغيه لسبب مسوغ ولكن ليست الحياة كما يبتغيها العصفور الصغير ينظر إليه الصياد وهو يستريح قليلا من رحلته على حافه إحدى المساكن يحاول تلك الصياد ألا يفزع قلبه الصغير ولكن فى الواقع إن مايريده هو قتله مختبئا تحت مظلة قانون الصيد نبدأ فى الحب عندما نريد ونتوقف عندما نستطيع قانون عرف فى مضمونه كيف يقتنص الصياد الطائر للطعام أو للحصول على لقمه العيش على مر العصور والأجيال خيط رفيع بينه وبين الإنسان الذى يقف مكانه ولا يتحرك ولا يسعى خلف تحقيق أحلامه
ويعاود العصفور الطيران ويرتفع ويرتفع فى حرية الإختبار حينما يريد أن يدخل فى مرحلة الصمود وعند الخروج لا مفر فإن الأمر يتعلق بالمقدره وتحمل الفراق مخاطره ومجازفه الخوض فيها ليس بالأمر الهين فيها من إنجازات قد تكون بالفعل بسيطة أو قليلة فى مضمونها.
ويعاود الطيران ويرتفع ويرتفع فى حرية لا يخشى فى طريقه سوى ذئاب الصيد ربما يفتكون به أو يتركونه حرا طليقا فى الحياة معادلة صعبة ولكن مالحريه إلا حق فى أن يفعل مايبيحه القانون تكمن تلك الحرية فى معناها لوطن فما أروعك من بطل قوى على ضعفه وصغره أروع ماتعلمته كان يوما ما فى عش صغير فى عزله من رحاب وإغتراب ولكن الحرية لمن؟ ليست لكل الناس فهل أضحت لفئه قليلة ومنتقاه أم أنها تملأ العالم فكرا وجولات أم هى غرور وطموح لفئه قليلة فى التبرير.
ويعاود الطيران ويرتفع ويرتفع باحثا يختار لنفسه من البدائل فلا حرية بدون مسؤولية يحدث نفسه قائلا:-إياك وجلب الركود فالكثير منها مايجلب الفوضى وعدم الإلتزام فلا شئ يعلمك الطيران إلا ماكان بإمكانك فعله بحريتك فقد يكون صياد مستبد أراد السطو عليك ولكنه حر فى إستبداده بأدوات يجيد فيه فن الإستبداد فأنت حر مالم تضر هكذا عرفت القوانين عندما تأصلت الحرية فى جذورها لقصه سريعه النمو والأن وقد واجهت المصاعب أيها العصفور الصغير وأصبحت اليوم ذو مخالب وأنياب تستطيع أن تواجه العدو بل وأصبحت محارب ومنتصر تفوز وتستطيع الذهاب للمعركه لا تقف عند أخطاء الماضى فسر إبداعك فى إخفاء المصادر عبقرى شجاع إجتزت المواقف لتصل إلى بساتين النجاح ولكن هل سيتركك الصيادون فى رحلتك بدون قيود؟قناعه فى المفهوم موهبة فى الأداء فهل لك من تسليم وإستسلام وسلبيه وإنهزام أم ستواصل لحل تلك الأغلال فيظهر تلك الذكاء مهللا بقدرات كامنه نحو أفاق شاسعه وطرق متعددة للتحرر من عبودية الأفكار وملاذا إلى أجل غير مسمى.
وتنتهى الرحلة ويسكن الليل فيعود من رحلته باحثا عن العش ربما يجد فى الطريق وليفه يألفها لتكمل معه رحلة الحياة فينظر إليها عن بعد فيجدها تبادله شعوره قائلا:-هيا بنا لعالم الحياة المملوء بالمغامرات لنرتشف فى مضمونه حياه جديدة بما تعلمناه فى عش صغير وطيران ذو فن خاص فى إيقاعه
ويعود الطائر مع وليفته لبناء عش جديد يحاولان بناءه بما تهدم فيه من أفكار وحياه ليستعيد من خلاله رحله جديدة فى عالم مملوء بالكفاح لا عوده فيه للوراء ليصنع معا بداية جديدة بل ليبدأن معا صناعه نهاية جديده ليعرف كلا منهما كيف يفكر؟فهذا هو بداية التغيير ويحتفلان بالنهايات فهى دائما تسبق البدايات.
لقراءة المزيد عبر موقع كنوز عربية، اضغط هنا
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *