عشاء.. قصة قصيرة للشاعر علي حميد الحمداني – العراق

بقلم علي حميد الحمداني – العراق

ذات مساء..
طلبَ الشِعرُ مني
ان اشاركه دعوة للعشاء
وان لا اجلب معي أحدا
من أشباح ذكرياتي
لا أرصفة، ولا مقاهي
ولا فناجين قهوة مقلوبة
فرحت بدعوته،
طردتُ كَسَلي
نزعتُ طيلسان الخليل،،
أخفيتُ آخر حبة من أدوية السيّاب
ونزعت من فمي علكة نازك
توكأت عصا الفريد سمعان.. ونهضت
وسارعت الى حلاقة ذقني الكث.. حلقت ذقني بعناية
واستحممت جيدا..
أزلت عوالق التبغ عن شفاهي
وخدوش عربات الضجر عن جسدي
وهرعت الى خزانتي لأقتني بدلتي السوداء الوحيدة
ارتديتها بعناية،
وعززت مظهري بربطة عنق حمراء
وحذاء جلدي اسود
حذاء طالما لمعته بانتظار أن يدعوني الشعر للعشاء
ووقفت أمام مرآتي التي تلعثمت أمام اناقتي
رغم قِدَم ملابسي
ابتسمت بوجه مرآتي، وخرجت…
..

قصيدة أثناء الخصام للشاعر العراقي علي الحمداني

هناك
كان العشاء حاضرا
فقط العشاء،
وكثير من ذوي البدلات السوداوات العتيقة
كانوا حاضرين ايضا
احذيتهم السوداء، تلمع
ربطات اعناقهم حمراء
كانوا مثلي..
يحتلون مقاعدهم أمام موائد الطعام
وعلب الكحول المخبَّأة في جيوبهم وفي حقائب اليد
يدخنون بشراهة
ويتبادلون ضحكات صفراء
واحاديث سمر تافهة ومجاملات غبية….
…

مركزية النص الأدبي.. دراسة نقدية للشاعر علي الحمداني – العراق 

ومثلهم
إنشغلت عن غياب الشِعر
وانشغلنا
في الحقيقة كان الانشغال وفيرا كالطعام
وانتهت الدعوة على خير
وعدت محاولا ان أجد لغياب الشعر بعض الأعذار

للمزيد من القصص والروايات عبر موقع كنوز عربية، اضغط هنا