قصيدة حين التقت طينة الأشعار بالجين

للشاعرة رشا عادل بدر

حين التقت طينة الأشعار بالجينِ
رفعت رأسيَ كي اختار قانوني

قانوني الشعر … أبني بينه وطنا
وبين أسطره العذراء تكويني

لا وقت إلا للحن جاء يحملني
ويختفي ظله إن غاب مجنوني

لي ألف قلب توارى خلف أقنعةٍ
فتختفي بينها نوتاتُ محزون

لا أرتدي ثوب حزني حين طوّقني
لي عالمٌ لا يرى إلا مضاميني

لي ألفُ عين ٍ ترى الأشعار في شغف
فيولد الحب بين الكاف والنون

فيرتديني يراعي حين يطلبني
كأنني من مياه الشعر والطينِ

من طهر بلقيسَ غنّت بنت قافيتي
ومن بلاغتها فاحت رياحيني

عتقت من مريمَ العذراء خاطرتي
فلم أجد غير طيب الطهر يحييني

ومن جمال زليخا ثوب أشرعةٍ
فترتوي الروح من بحر التلاحين

وفاح من بثنة البارود حين بدت
وأوجعت كبدا بالآه في الحينِ

وكيف من خطوة أصبحت تعشقها
وكم تلظى “جميلٌ” مثل مطعونِ

وآه من عائش ال ضاقت بها مدنٌ
في أربعين إذا لاحت كسكين

يغيب عنها جلال كان يحملها
وقد تبدى لها سم الثعابين

لي في بهاها هدوء فامتلأت بها
رغم اختلاف زماني ظل يحويني

تساقط الحزن من كفي فلست أرى
إلا ندى الماء في كف العناوينِ

أشتد حينا واحلامي تؤازرني
وأرتجي الصبر من ثوب المساكين

واحتسي اللحن كأسا كي أعود به
مفرودة الظهر من غدر السكاكينِ

من صرخة الأم حين الدم أغرقها
فلم أر الشمس في الزيتون والتين

لا شيء إلا طواحين تدمر من
يصرخ الآن باسم الله والدين

ياليتني … ظل نخل كي يهدهدهم
كي أغزل الحب من حزن الشرايين

قد بُح صوتي .. وأحزاني تطوقني
هبهم نجاة كما نجيت ذا النون

براق شعري بساط الريح يحمله
وقد يجوب بقاع الأرض بالوني

أنا خيال … فتاةٍ كيف تملكه
وقد ملأت به نبض الميادين

في القلب نبضٌ هوى من عقل شاعرة
ماهزه مرةً عرشُ السلاطين

ماغره المُلك لو قد دام أزمنةً
لن يملك القلبَ غيرُ اللطف واللين

للمزيد من واحة الشعر بموقع كنوز عربية اضغط هنا