دراما رمضان تيمة مكررة وقضايا عصرية
بقلم / نجلاء أحمد حسن
دراما رمضان تيمة مكررة وقضايا عصرية ، يعتبر شهر رمضان اهم محافل الفرجة و الابداع الفني ،والأعلى غزارة في الإنتاج الفني و نسبة مشاهدة ومتابعة على مستوى أوقات السنة ، يتنافس المنتجون لتقديم افضل انتاج فني بالسنة ،ومن مقعد المشاهد استمتعت بالمتابعة لأكثر من مسلسل تليفزيوني ما بين أفكار متجددة وأخرى تدور في نطاق الحياة الواقعية ،في أطار طرح لمشكلات عاشها المجتمع والقاء الضوء على معالجة جديدة للأحداث وطرح ومناقشة أفكار معاصرة .
ان المادة التلفزيونية قادرة على الوصول الى ملايين الافراد في الوقت نفسه عبر الاف الفضائيات والمنصات المشاهدة المتنوعة عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة
فالدراما التلفزيونية أشكالا تتنوع أهدافها ومضامينها وجهات أتناجها، فأصبحت تحظى بأقبال كبير بين أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم وتنوع مشاربهم الثقافية والفكرية والبيئية ،كما انها فن متطور لا يسمح للقيود ان تكبله أو تعوقه، ففي مسلسل صلة رحم طرح قضايا متعددة غير مألوفة بالمجتمع مثل فكرة استئجار الأرحام وما يترتب عليها وقضية الهيمنة الذكورية ،وتحدي القانون و نموذج المرأة المتضررة من الخيانة ، سواء كانت طبيبة او عاملة كوافير و صراعات قانون الشارع المختلفة ،وفي مسلسل أعلى نسبة مشاهدة جسد قضية العصر وعلاقة الانسان المعاصر بتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي والصراع من اجل الشهرة
مسلسل نعمة الافوكاتو
مسلسل نعمة الافوكاتو بطولة مي عمر واخراج محمد سامي قصة مهاب طارق ومحمد سامي بطولة مي عمر واحمد زاهر ،كمال ابورية سامي المغاوري ، عماد زيادة ،تدور احداثه بالصراع بين الخير والشر والمحبة ووالعشق والخيانة بين قطبي العمل نعمة المحامية وزوجها صلاح (صاحب محل المنبهات ) ،فرغم كل محاولات نعمة لكي تصبر على زوجها صلاح وتحاول معه للوصول لحياة اجتماعية واسرية هادئة ،فهي تحلم بالرجل الانسان والعاشق والكريم بكل معاني الرجولة ، وأظهرت لنا احداث المسلسل صلاح بشخصية حقيرة ،بلا منازع فهو ناكر الجميل يفتقر لابسط معاني الرجولة الذي يمتص دم زوجته الناجحة وكان جزائها ان تزوج أمراة ،قامت بقتلها ودفنها حية بمساعدته
تيمة المسلسل الجريمة والوجه الملائكي المغدور وجبروت الشر استطاعت مي عمر التخلي عن صورتها القديمة وظهرت بدور يفتح لها بابا جديدا من النضج بالاداء التمثيلي وظهرت بشخصية سيدة عادية بلا تكلف في الشكل او المضمون قريبة من كل بيت . أما النجم احمد زاهر فهو مازال يتحرك في نفس شخصية الشرير بمسلسل البرنس فهويمثل شخصية النرجسي المثالي فهو ندل ناكر للجميل ممارس لجميع الموبقات و بضمير هادئ وقلب بارد .
دراما رمضان تيمة مكررة وقضايا عصرية ، استطاع المثل القدير سامي مغاوري والنجم القدير كمال ابو رية ،إضافة التوازن والقوة والثبات للعمل ككل بل كان رمانة ميزان العمل فنجده عبقريا مجسدا لمشهد جنازة ابنته ،ومشهد الذي جمع بينه وبين ابنته نعمة بعد مواجهتها للتساؤل بينه وبين زوجها صلاح الذي اثار حفيظته،ان حماه لديه سيارة مثله كل منهما دار فكره باتجاه مختلف ،الأب استنكر ان تعطيه ابنته من مال زوجها ،والزوج قام بالتشكيك في ذمة زوجته نعمة بأنها سرقت ماله واعطته لوالدها .. رغم إن المال كله( مالها بالأساس) وهي المانحة للجميع ثم تنقلب عليهم كل الاحداث وتصبح بطلة المسلسل هي من أقر العدالة والانصاف والزج بالقاتل الى منصة الإعدام (منطقية السيناريو كانت عادلة ومقنع وتحترم عقل المتلقي للموقف رغم المبالغات في حجم حوار مي عمر عن باقي أبطال المسلسل )
اما مفاجأة المسلسل فهو النجم عماد زيادة حضور قوي وهادئ الذي جسد شخصية واخلاق الفارس الأسطورية والشخصية العكسية لشخصية صلاح زوج نعمة وسارة
حول المخرج محمد سامي الحوار في المسلسل الى محاضرات تلقيها نعمة (مي عمر ) طوال المشاهد ولم يبادلها الحوار سوى احمد زاهر اما باقي الابطال فتحول الحوار الى محاضرة ودرس ،قام المخرج محمد سامي بالوصول لاكثر من عقدة درامية ولكنه يعالجها بانفراج عكس ما هو متوقع
ولكن هناك بعض الهنات التي تحتاج الى تفسير ومنطقية فمثلا كيف يلجأ رجل الاعمال والمال الى مكتب محامية يقع في ركن بقهوة بلدي في مكان شعبي للمرافعة في قضية هامة لابنه ولا يلجأ لمساعدة قسم الشئون القانونية بمجموعة شركاته
وأيضا كيف يمكن ان يتم كسب القضية وتتقاضا مبلع 10 مليون جنيه تتنازل عن 8 مليون جنيه لزوجها وتوزيع 2 مليون على الاب وصاحبة القهوة وهو غير منطقي وغير مقبول منطقيا
كيف يمكن ان تكون هناك كل تلك الدماء المهدرة من راس نعمة نتيجة محاولة قتلها ودفنها في المدفن وذهابها الى المستشفى ولم يتم اكتشاف انها حامل في اكثر من مرحلة فهي دائمة الحركة والتعرض للضغوط الجسدية والنفسية القادرة على فقد صحتها وجنينها معا ، وليس هذا فقط بل تحتفظ بالجنين لنهاية المسلسل وهو ضد منطق العقل وقوانين الطب والحياة الأنسانية
كل تلك التساؤلات كانت تحتاج من المخرج محمد سامي وقتا أطول وتصور أعمق، بل وتأملا دراميا مطولا حتى يجد مخرجا لتلك الهنات والعورات الفكرية وحلولا منطقية تحترم عقلية المشاهد في عصر تطبيقات جوجل الذكية المتوفر عند نهاية كل بصمة إنسانية
مسلسل أعلى نسبة مشاهدة
بطولة سلمى ابوضيف وليلى احمد زاهر والنجمة انعام سالوسة محمد محمود والنجمة انتصار وإخراج ياسمين أحمد كامل فكرة سمر طاهر
تيمة المسلسل مستوحاة من قصة واقعية و الشهيرة إعلاميا بأسم ( فتيات التيكتوك الشهيرة) قصة تحقق ادب الواقع وحالة التصارع من أجل الشهرة وحصد اللايك والشير والاشتراك واصبح هم الجميع جني أموال من مواقع التواصل الاجتماعي مارا بحالة الأسرة المطحونة ،فالمرأة مطحونة في كل المشاهد وفي كل الأعمار فهي الام المنكسرة تعمل خادمة ويتم استغلال حاجتها للقمة العيش وزوجها بلا حول له ولا قوة وأمه وابنتها الجميع يدور في فلك الفقر والعوز والجميع يحاول النجاة وجني المال مهما حدث ومن أي جهة مشروعة وغير مشروعة فالصراع من أجل المال ليس للرفاهية بل لمجرد لقمة لسد الجوع ،
صور المخرج الأب شخصية جاهلة بأمور الحياة ودوره كأب لا يملك أدوات حماية اسرته واكتفى بالضغط على بناته بدلا من احتوائهن وحمايتهن
دراما رمضان تيمة مكررة وقضايا عصرية ، وادى الى وصول ابنته الى قفص الاتهام فقط لعدم وجود مرجعية اسرية متعلمة مطلعة وحنونة سواء من الاب او الابن
اما شخصية علي المكوجي جسده اسلام ابراهيم الذي استطاع بكفاءة وبراعة شحن قلوب المشاهدين بالكراهية ضد هذا النوع من الشخصيات البلطجية والكريهة والمستغلة لاخت زوجته بغض النظر عن مواجهتها لمخاطر ظاهرة للعين ولكنه لا يهمه سوى سد شهوة المال، وحلم الثراء المفاجئ بغض النظر عن المعاني الانسانية وقيم اولاد البلد المجتمعية
يظهر المسلسل مشاهد هذه الفترة المعاصرة من حياة الناس المتقسمة على فقراء يجسدون العوز بكل تفاصيله وتنازلاته وبين طبقة الاغنياء بكل تفاصيلها من جبروت وخواء وحياة الزيف و التبذير والمال والاعمال وتلتقي الطبقتان في بوتقة التواصل الاجتماعي بكل تفاصيلها
استطاعت الفنانة انتصار اظهار قدراتها التمثيلية الجبارة ،والتي منحت التوازن للمسلسل هي ومحمد محمود الممثل العبقري ، سلمى ابو ضيف فتاة قادمه للساحه الدراميه بتحدى، أستطاعت أداء دورها بتلقائية وبساطة معلنة نجومية مبكرة ،واداء تمثيلي محقق لكل ابعاد الشخصية. سلمى ابو ضيف اعلى اداء شخصيه بالمسلسل ، واتمنى ان لا تصاب بغرور لأنها ستصل للنجوميه بسرعه أقوى من فنانات بنفس سنها
اما ليلى زاهر تبنت مدرسة المبالغة لإظهار الطبقة الشعبية للشخصية ومنها استطاعت الوصول لكراهية المشاهد لتلك الشخصية السوداء والحقودة
مسلسل صلة رحم
اخراج تامر نادي وبطولة أياد نصار .يسرى اللوزي . اسماء ابو اليزيد . محمد جمعة . وسلوى محمد علي ، قصة محمد هشام عبية تناقش ،قضايا معاصرة مزمنة العدالة الإنصاف والانتقام الارزاق الغنى الفقر ،كلها قضايا انسانية مواكبة لحياة الانسان منذ عصر الكهف والغربة وحتى عصر الواي فاي ٥جي ،وتيمات فنية ودرامية مستهلكة على الشاشات المختلفة
ولكن قضية استئجار الارحام في صلة رحم هي فكرة ناقشت دراميا وطرحت قضية فقهية وتساؤلات فلسفية فطرحت على لسان إياد نصار في حواره مع حنان فتاة الخلع والكوافير المشردة المطاردة من زوجها المخلوع بحكم، محكمة لاقناعها بالمال وبفلسفة الفكرة ثم يتزوجها على الورق
بعد اقناعها ان ما كان محرمات في الماضي أصبح مباحا وجائزا في العصر الحالي وبنفس الفكرة ما يتم ممارسة الان من المحظورات فهو من الضروريات في الأعوام القادمة
رسائل خفية قد تحرض على تبني افكار جديدة يتم صياغتها وصباغتها بالدين كأحد العناصر الهامة لحياة الفرد والجماعة وتنظيم العلاقات بينهم
استطاع المخرج تامر النادي تحريك احداث المسلسل بمنطقية وخلق مباراة فنية بين اداء الابطال بالمسلسل.اسماء ابو اليزيد أعلى أداء ومباراة مع إياد نصار ويسرا اللوزي.
لمزيد من المشاهدة اضغط هنا
التعافى مسئوليتك لأسماء محمود صلاح - جريدة كنوز عربية اي.جي
23rd أبريل 2024[…] ياعزيزى هو عاده الاشخاص الذين سيطر عليهم هؤلاء المؤذيين، هما اشخا… […]
- جريدة كنوز عربية اي.جي
27th أبريل 2024[…] قد يكون بوابة إلى مستويات عليا من الوعي و الإفراط في الإدراك، أو ما أسماه hypersanity، وهي أحد أصعب الأحاسيس التي تداهم […]
رب الخير لا يأتي الا بالخير لحسناء سامي - جريدة كنوز عربية اي.جي
27th أبريل 2024[…] اختيارات الله صالحة حتى وإن كنا لا نفهم كل أسبابه. فالمريض المرض خير له ، […]