149

حَجَرٌ في زاويةِ الغُرفة
بقلم عاصم عوض

حَجَرٌ في زاويةِ الغُرفة

أُحدقُ في غرفتي…
في السرابِ المُسمَّى جدارَا
في النجومِ المُسمَّاةِ سَقفًا
وفي هذه الأرضِ حيث أنامُ
أُرِيحُ جَبيني على يَدِ تلك السُّحُبْ

وفي مَقعدِي الخشبيِّ
الذي يتحدّثُ عن كلِّ شيءٍ
كأرجوحةٍ تَتسلَّى بصاحبِها المُستَعارِ
ويخبرني كيف مِدفأةٌ ستَزيدُ اللياليَ سُكرًا
وتَملأُ عينيَّ خَمرًا
فيرقص فيها اللهبْ

يُحبُّ العَلاقةَ بين الصدى والكُتبْ
ويسألني: ما تُفضِّلُ يا شاعري؟
فأقول:
أُحبُّ العَلاقةَ بين اللهيبِ وهذا الخَشبْ

أنا هادئٌ
وأحبُّ سكونَ الطبيعةِ
أكرهُ ذاك الصَّخَبْ

وأكتب
لا
لا لأهرُبَ
بل لِأُهَرِّبَ روحيَ مِن جسدِي المُتعَطِّشِ
للأمنياتِ التي تَصطَخِبْ

لأسكبَها في زوايا كتابٍ
وأُهدِي بها وردةً لِفتاةٍ
يُظَلِّلُ أحلامَها شاعرٌ
وهْي فوقَ رسائلِهِ تَنتَحِبْ

وفي غرفتي حَجَرٌ
مِن زمانٍ بعيدٍ يَفرُّ من الحربِ
بين المياهِ ونارِ الغضبْ

ويسألني:
حين قلتُ: هي الآنَ حربي الأخيرةُ
كيف لنا يا رفيقي الهربْ؟

وكيف أعودُ إلى البحرِ قَطرةَ ماءٍ
ودمعةَ شوقٍ على خدِّها أَنسَكبْ؟

حَجَرٌ في زاويةِ الغُرفة

تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة