الغباري وقراءته لثوب جديد في عالم يحترق للأستاذة وفاء أبو السعود
بقلم الأستاذ الدكتور/ عوض الغباري
أستاذ الأدب العربي والنقد – كلية الآداب – جامعة القاهرة
هذا الكتاب جديد متميز بعنوانه الرائع، ومقالاته المهمة ، التي تنبع من ذكاء المؤلفة الكاتبة وفاء أبو السعود، ووضوح أفكارها، وأسلوبها العميق، ورؤاها المستوعبة لقضايا العصر في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
والأستاذة وفاء أبو السعود كاتبة صحفية أديبة وطنية مخلصة لرسالتها في حب مصر، والحرص على مقدراتها .
انطلاقا من تاريخها المجيد، وسعي أبنائها للخروج من الشدة إلى الرخاء في ظل قيادة حكيمة رشيدة نصل معها إلى بر الأمان إن شاء الله.
والكتاب عشرون مقالة متنوعة ، زاخرة بالقضايا التي تهم كل متطلع إلى الحقيقة.
المرأة و اهتمام الكاتبة بها:
وتشغل المرأة اهتمام الكاتبة ، لدورها الأصيل في المجتمع المصري، وتناميه في الظروف الراهنة، خاصة في الجانب السياسي الذى كان مهملا من قبل.
والحرب على غزة قضية أخرى من قضايا الكتاب “في عالم يحترق” إذا استعرنا عنوان هذا الكتاب . وتصوير “وفاء أبو السعود” لضحايا غزة يدمى القلوب، ويصدر من إيمان بأن نصر الله قريب.
وعلى ذلك فموضوعات الكتاب معبرة عن قضايا الساعة. وتتسم شخصية الكاتبة بدقة التحليل لكل موضوع مدعوما بمرجعية علمية وخلفية إنسانية تتميز بها.
رؤية الكاتبة لاستراتيجية الغرب إزاء الشرق:
وتغوص الكاتبة وراء المعنى في مثل تصويرها لاستراتيجية الغرب إزاء الشرق بقولها: “إن التاريخ يعيد نفسه، ولا يزال الغرب يبحث عن أشكال جديدة للسيطرة والاستعمار، ولن يكف عن ذلك، ما دام هناك من يلفظ الإنسانية، ولا يعلم للعدالة طريقا”.
وقراءة “وفاء أبو السعود” للتاريخ وللمشاهد الحياتية نافذة، وبصيرتها لزيف الشعارات والمواقف كاشفة عن ضلالها وتلاعبها بالعقول.
لذلك تسعى في مقالات هذا الكتاب لتأصيل الوعى بقضايا العصر المهمة اتساقا مع إسهامها الإيجابي على الساحة الثقافية. يتضح ذلك في إشفاقها على الإنسان في هذا العصر الرقمي الذى أصبح فيه مجرد رقم.
لذلك فالكاتبة وفاء أبو السعود مهتمة بالمشاعر الإنسانية، وما تكسبه للحياة من معنى صادق نبيل.
الغباري وقراءته لثوب جديد في عالم يحترق للأستاذة وفاء أبو السعود
في حب مصر
تقول في حب مصر إن حفنة من تراب مصر أغلى علينا من كنوز العالم ولو اجتمعت.
كما تنحي باللائمة على المذاهب الغريبة التي تضاد القيم الدينية والأخلاقية .
و تشيد بنصر أكتوبر المجيد، وما انتابها من شعور وطني حافل بالفخر والعزة والكرامة.
وترى – في حكمة – أن ضيق العيش في وقت من الأوقات سيكون أقل تكلفة بكثير من الأمن والأمان، وهذا هو لب الحقيقة في مصر التي يعانى شعبها اقتصاديا لكنه يصبر لإحساسه بأن الأمان الذى يعيشه أغلى من كل شيء.
وتتمنى كاتبتنا أن يتحقق السلام، ويعم العالم، شفقة بالمستضعفين في الأرض، وإرساء لأسس العدل والرحمة.
وتشير الكاتبة لثورة 30 يونيو مجال لمقال يجعلها مُخلِّصة لمصر من أهوال الإرهاب الذى قضى على الأخضر واليابس في مصر.
وفيه إشادة بدور مصر، والقائد الرئيس عبد الفتاح السيسي في إنقاذ مصر من مصير دامٍ مظلم .
إذ تحولت مصر إلى الأمل وإقامة مشروعات عظيمة تهدف إلى النماء والرخاء.
وتعالج مقالات الكتاب موضوع الحوار الوطني، وقضايا الاستثمار، ومشاكل الاقتصاد، وغير ذلك بروح كاتبة تُعلى من شأن الحرص على خير مصر، وسن التشريعات التي تصب في تحقيق هذا الهدف من أجل التطور والنهوض بمستقبل يليق بالمصريين.
وتعود وفاء أبو السعود إلى ثورة 23 يوليو 1952، وقائدها الزعيم جمال عبد الناصر، ومسيرته التي حققت لمصر العزة والكرامة.
وتضع الكاتبة كل قضية تتناولها فى الميزان المستقيم سلبا وإيجابا فى نزعة نقدية موضوعية، وبحث عميق فى معالم الشخصية المصرية.
إن ثورة يوليو، كما تقول، غيَّرت تاريخ مصر التى ناضل شعبها، ووقف فى وجه مخططات الدول التى لا تريد الخير لمصر. وتتنوع موضوعات الكتاب الذى يتناول ثورات الطبيعة مثل الزلازل والبحث عن مسئوليات ما فعله أصحاب الأرض بها من خرق لنواميس الطبيعة.
لذلك تهتم بمصر بشئون البيئة والمناخ، وتعقد لها مؤتمرات عالمية ، وتتناول وفاء ابو السعود هذه القضية ببحث مستفيض.
لقد استوحش العالم، وخلع رداء الروح التي تسمو به، على حد التعبير الجميل للكاتبة في دراستها لآثار الحروب، وتكنولوجيا العصر على غياب الروح الإنساني.
ادة الوعى لإصلاح المجتمع المصري:
وتتمنى وفاء أبو السعود تطبيق معايير العدل والحزم ، وإنفاذ القانون ، وزيادة الوعى لإصلاح المجتمع المصري.
كما تتمني مواجهة الحصون البيروقراطية الفاسدة التي تتحدى الجمهورية الجديدة.
وتحظى الآثار المصرية وتجلياتها السياحية بإشادة الكاتبة بمتغيرات الدولة في هذا المجال، ومصر بذلك “تعزز قوتها الناعمة دوليا.
وتستعرض قضية شريان الحياة، نهر النيل العظيم، على مر التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، برسائل ضمنية لتأصيل حق مصر، وهى رسالة مقنعة لقضيتنا العادلة”.
الغباري وقراءته لثوب جديد في عالم يحترق للأستاذة وفاء أبو السعود
وهذا تعبير عن موقف يعد أساسيا لمواجهة مصر لقضية حياة في تمسكها بالحق التاريخي المشروع لنهر النيل.
ومع تحفظ الكاتبة على السيطرة السلبية للتكنولوجيا الحديثة على القيم الإنسانية.
فإنها ترى أنها مهمة في الحياة الحديثة.
ويُختتم الكتاب بتصورات الكاتبة لاستراتيجية مصر في كل المجالات ، تحقيقا للرجاء المأمول في حياة كريمة للمصريين مستحقة .
منا التحية والتقدير على هذا الكتاب القيِّم.
3