العشق الإلهي في رواية زوربا اليوناني
بقلم : هبه حمدي مطاوع
رواية “زوربا اليوناني” للروائي نيكوس كازنتزاكي تناولت قصة رجل مثقف يدعى “باسيل” إلتقي مصادفة برجل أٌميّ بسيط وطيّب ،لكنه غزير الخبرة في الحياة وصروفها ،وسرعان ما تنشأ صداقة بينهما،فيها “باسيل” المثقف سليل عائلة ثرية ورث مالاً كثيراً من أبيه،فيما “زوربا” الذي عانى شظف العيش والحرمان ،عاش الحياة وتغنّى بحبّها، الأمر الذي أذهل “باسيل” حتى أخر لحظة جمعته ب”زوربا”،هنا …أقتطع لكم نص هذه الحوارية الخالدة كما وردت في نص الرواية ؛ كانا يتبادلان هذه الأسئلة والأجوبة – لا أراك تصلي يا زوربا؟ الذي يصلي لن تراه ،هل معنى هذا أنك تصلي؟ نعم،لا تستطيع قطرة البحر إلا أن تكون في أعماق الموج ،ولكن كيف تصلي؟هل تعتقد أن أصلي صلاة شحاذ وضيع يتذلل من أجل أطماعه ومخاوفه؟! .. بل أصلي كرجل ،وكيف يصلي الرجال؟ بالحب،أقف وكأن الله يسألني: ماذا فعلت منذ آخر صلاة صليتها لتصنع من لحمك روحًا؟..فأقدم تقريري له فأقول: يارب أحببت فلانًا ومسحت على رأس ضعيف ،وحميت إمرأة في أحضاني من الوحدة ،وإبتسمت لعصفور وقف يغني لي على شرفتي.. وتنفست بعمق أمام سحابة جميلة تستحم في ضوء الشمس ..وأظل أقدم تقريري حتى يبتسم الرب، وإن ابتسم نضحك ونتكلم كصديقين ،ألا تطلب منه شيئًا؟ هو أكرم من أن أطلب منه .. طالما نظر فوجد حبًّا أعطى ،وماذا تفعل عند الخوف؟ أخاف ككل إنسان ولكن عندي يقين أن الحب يُذهب الخوف.
هنا وقد أنتهىت الحوارية ، تأمل العشق الإلهي .. فإن الصلاة الحقيقية هى صلاة المناجاة وليس فقط صلاة الطلب او الشكر .. صلاة المناجاة هى دليل وجود تواصل مع الخالق عز وجل!!!