جريدة كنوز عربية اي.جي

#معلومات متنوعة

السلام غاية النبلاء ومقصدهم 

السلام غاية النبلاء ومقصدهم 

السلام غاية النبلاء ومقصدهم 

 كتب د عبدالعزيز سالم الغنيمي 

السلام غاية النبلاء ومقصدهم،  وهذا يعني بأنه غاية شريفة يسعى إليها من يعرف قيمتها، فمن ذا امدا بعيد والنزعات البشرية تأكل كل ما من شأنه راحة البال، واستقرار الحال.

وبما أن السلام هو الحل الوحيد، والطريق الأمثل لحل كل النزاعات البشرية التي نشأت على أساس ظلم القوة.

وأطماع من يمتلكونها فيما لا حق لهم فيه.

وهذا هو ثابت بكل الأعراف والمواثيق، وبكل الشرائع والملل.

أن السلام هو الأصل والأساس لكل هذه الملل والشرائع، ويثبت لنا ذلك ما جاء بالقرآن الكريم.

وجاء السلام في قول الله سبحانه وتعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم    وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “،   صدق الله مولانا العظيم.

وبما أن السلام هو رسالة الله إلى الأرض. 

 

 السلام غاية النبلاء 

فالسلام هو الأصل والأساس القوي المتين الذي تبنى عليه كل العلاقات الانسانية والاجتماعية،  بين كل الأفراد.

وأيضاً المجتمعات الإنسانية التي تحيا على الأرض، وبين كل  الدول، والمنظمات الدولية.

وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسانية.

وهذا لأن الأصل في الحياة هو السلام بكل ما تحمله الكلمة من معان عظيمة ونبيلة.

فهو الأساس في البحث عن أسباب الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، والبعد  كل البعد عن كل ما يؤدي إلى النزاعات.

كذلك الحروب والصراعات المهلكة،  والخراب والدمار، وتدمير القوى البشرية.

 فإن  من أهم أهداف السلام على الأرض التي يحل عليها هو الأعمار.

كما هو الترقي إلى مراتب النمو والازدهار، وليس إفساد الأرض،  وفسادها وتبديد خيراتها.

  فالسلام هو أن يأمن الناس  على أنفسهم وقيمهم وعباداتهم  وأموالهم، وأعراضهم  وهو المعنى الحقيقي.

كذلك هو المعنى العظيم الذي لا تتحقق طمأنينة الفرد والمجتمع واستقرارهم إلا به.

 

 فلا يستطيع الفرد أن يمارس أمور حياته الضرورية أو أن يحقق الأهداف الرئيسية، والتي خلق من أجلها  من أعمار وتعلم  وعمل.

وعلاقات اجتماعية وإنسانية دون الشعور بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار.

والتي بدورها تؤدي إلى التقدم والعيش الكريم والرقي والازدهار. 

 

السلام طريق الإبداع 

 و بما أنّ السلام هو الطريق الوحيد الذي يسلكه  الفرد إلى الإبداع، وتقديم كل  مالديه من أفكار جيدة لتحقيق التقدّم العلمي والعمراني.

مما يجعل السلام  أمراً ضرورياً لنماء المجتمعات وتقدمها،  وازدهارها.

وهذا هي النتيجة الطبيعية التي ينتهي إليها الطريق الذي قد يكون شاق.

وصعب على من يسلكه فطريق السلام يحتاج إلى صبر وإرادة لمن يسلكه.

 

كيف يكون الحال إذا وجهت الدول كل ما تنفقه على الحروب وصناعة الأزمات،  والصراعات المسلحة  إلى ما يفيد البشرية من أبحاث علمية لإصلاح ما أفسدته الحروب.

والصراعات المهلكة من تدمير وإفساد الارض وقطع العلاقات.

 

 فانّ كل  ما تنفقه الدول في حالات الحروب من أموال باهظة  على التسليح  العسكري، والتخطيط والاستعداد والتجهيز  للحروب قبل وأثناء الحروب.

وفي ترميم ما نتج عن تلك الحروب  من دمار، وأضرار بالغة  فإنها تستطيع في حالة السلم.

أن تسخّر هذه النفقات والتكاليف الباهظة   لتطوّير  كافات المجالات العلمية، والاقتصادية والاجتماعية.

لكان حال الإنسانية أفضل مما هي عليه الآن من انتشار الأوبئة والأمراض والفقر والجهل.

 

 فإن اهتمت كل دول العالم، واخلص المسؤولين فيها في نواياهم،  في السير بجد واجتهاد وإخلاص، وإرادة قوية  نحو السلام بصدق وإخلاص.

  لحُلّت الخلافات، واختفت الأزمات العالمية الكبرى التي تعدّ سبباً لهلاك الإنسانية، والموارد البشرية  والأفراد.

وتبديد الطاقات البشرية في صراعات ونزاعات لا طائل منها إلا التدمير ، والخراب والفساد والإفساد. 

 

الدعوة إلى تحقيق السلام

فعلينا نحن كأفراد أن نحرص كل الحرص على الدعوة بصدق، لتحقيق السلام علي الأرض، بما لا يخالف الفطرة الانسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها.

وأن يحرص الجميع وأن تخلص الإرادة الدولية لتحقيق آمال الشعوب في أن تحيا حياة إنسانية كريمة في ظل السلام العادل.

والذي هو من خلال  نشر مبادئه بين الثقافات المختلفة  لما له من أهمية على صعيد الأفراد والمجتمعات.

 ولا  يكون ذلك إلا  باحترام اختلافاتنا المتعددة.

وتقريب الحلول دون اللجوء إلى التهديد بالقوة أو فرض الهيمنة  والغطرسة كحل للخلافات بديلا عن السلام وإحقاق الحق. 

وبالتسامح فيما بيننا، وبعدم التطرف والتعصب لقضية أو مذهب أو دين يدعو اتباعه إلى العنصرية.

والتفرقة البغيضة بفهم خاطئ أو مغرض لمقاصد هذا الدين.

 بالإضافة إلى أن السلام يدعو إلى عدم اللجوء إلى العنف في حل مشكلاتنا وتجاوزها.

فكلنا بنو آدم ويجب ألّا يفسد لنا اختلاف الديانات والمذاهب  أو الرأي  وداً.

ولا يُحدث بيننا شقاقا أو  نزاعاً قد يشوّه  إنسانيتنا او يغير فطرتنا السليمة و التي فطر الله الناس عليها.

 

أهمية السلام 

إن السلام يحتاج إلى التخلص من الأطماع فيما هو ملكا للغير.

وأيضاً نبذ أفكار الهدم، والتضليل ونبذ كل أسباب العنصرية والتفرقة البغيضة.

وأن تتحقق الإرادة الدولية التي من شأنها اعادة الانضباط، وإرساء قواعد العدالة بين كافة الدول دون الكيل بمكيالين.

والتطرف والانحياز للباطل علي حساب الحق خدمة للمصالح التي قد تتغير يوما ما مع تغير قيمة تلك المصالح بين الدول.

 والضحية هنا دائما هي إنسانيتنا التي تذبح كل يوم دون شفقة أو رحمة.

فيجب أن تتذكر الدول الداعمة لإحقاق الظلم، وتكريس مبدأ القوة، والأطماع أن صديق اليوم قد يكون هو عدو الغد.

وإن عدو اليوم قد يكون هو صديق الغد.

ولأن يكون هنا أو هناك استقرار أو نمو أو تقدم وازدهار، إلا في إحلال السلام.

وتوطينه على كافة بقاع المعمورة التي تئن اليوم من ويلات الحروب، والصراعات المهلكة.

تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة

3 Comments

  1. […] أبشع الطعنات وأقبح عملية أغتيال في التاريخ ..أنها لحظة أغتيال القيصر يوليوس […]

  2. […] لقراءة المزيد عبر موقع كنوز عربية، اضغط هنا. […]

  3. […] صغيرا أسود البشره مجعد الشعر يرمقه زملائه بنظرات من التعجب والإستحقار صاحب صوت ضعيف هادىء لا يتحرك كثيرا ولا يلعب مع زملائه […]

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *