الآن قصيدة
بقلم: ياسر أحمد_ مصر
كلهم جاروا عليكي بلا حنان
أواه أواه منك ياغدر الزمان
أواه أواه منك يالوعة الحرمان
هيهات هيهات بعد فوات الأوان
وعينان دما لادموعا تذرفان
أوان آن ولكنه آن قبل الأوان
قدر سحقت خطاه هامتان
فسوتهما بالأرض في ثوان
ليل بهيم غشي منا مهجتان
ونار إستعرت بالقلب والوجدان
وأنين يهمس مدويا في أذنان
رعد وبرق يضربان ولايرحمان
وسيول تجرف الذكريات بلاتوان
أيام وليال ينفرط عقدها الفتان
ونور ونار يتلظيان ويستعران
وبحر خضم يثور ويفور بهيجان
ونار تندلع وحمم تندفع ببركان
وزلازل نمزق السهول والوديان
يالله ماكل هذا يارحيم يارحمن
ربنا إكشف عنا عذابا قد كان
لارد قضاؤك ربي إذا ماآن
ولاملجأ منك إلا أليك يامنان
فإلطف بنا لطفا خفيا الآن
وإلا هلكنا في غمضة عينان
ليل ونهار ينسلخان ويتعاقبان
ليل طويل بارد يقسو بهيمان
ونهار باهت نجتر فيه الأحزان
إثنان لايشبعان أبدا هما الإثنان
طالب علم وطالب مال لايبطئان
في السعي طالما هما يحييان
ومال وبنون يزدانان لايبليان
وشهوات زين للناس حبها فكان
من قديم الأزل لاذل ولاهان
وقصاء وقدر يهرعان وينزلان
عليك فيبغتانك ياأيها الإنسان
فلاضلا ولاتاها عن زمان ومكان
سهم الردى لايصيبه النسيان
منذ أطلق على صاحبه بحسبان
ليصل إليه بعد حين قد حان
لامهرب ولامفر أبدا من الإتيان
ياقضاء الله وقدره هونا لاهوان
وحسن خاتمة يعقبها روح وريحان
في جنات عدن باسقة الأفنان
فلا خسران مبين هو الخسران
قد قل الكلام وماكثر من الآن
نبض تباطأ ودم هدا في السريان
وبصر يشخص حديدا من الكيان
كلهم جاروا عليكي بلا حنان
أواه أواه منك ياغدر الزمان
أواه أواه منك يالوعة الحرمان.
