اسفار نبّي العشق , خواطر على حميد الحمداني _ العراق

( اسفار نبّي العشق )
….
سفر ( البلبل والوردة )
..
تناجيا طويلا…
واطرق البلبل رأسه خجلا ، حين سألته الوردة بلهفة:
_كلمني عن الحب…..
ذهل البلبل للوهلة الاولى ، ذلك الغريد الذي نذر حياته للغناء وللحب ،

اسفار نبّي العشق , خواطر على حميد الحمداني
احتار في جواب يكتبه على اوراق معشوقته المتفتحة مع اولى نسائم الصباح لتسقيه شهد الهوى والهام التغاريد ،
تطلع الى اوائل خيوط نور الفجر تتعالى من الافق البعيد لتعلن عشق الشمس للحياة ، فتشرق وهي تتمطى ناهضة من رقادها تمشط لها جدائلها اسراب من الطيور قادمة من الشرق الساحر ،

اسفار نبّي العشق , خواطر على حميد الحمداني
نظر الى وردته ثانية بكل لهفة وحنان ، كانت عيناها ماتزالان تحملان السؤال
وترمقانه بنظرات الشوق اللامحدود ؛
ترى أيّ حبٍ سأصفه لها وردتي الجميلة؟
وكيف أبوح لها بأشواقي التي لوّنت الخميلة؟
…كيف أصف لها عشقي لها وسقم روحي العليلة.. ابتسم البلبل ابتسامة الرضا ؛ وقال:
_ الحب يا جميلتي أن أعشق فيك ابتسامه الزهور ،،
ابتسمت الوردة وقالت : _وبعد ؟.

اسفار نبّي العشق , خواطر على حميد الحمداني
قال البلبل :
_أن أغني لك أغنية
ترددها معي الأشجار والطيور ،،
قالت : أريد اكثر …
قال : أن أرسم عشقك على السماء
فلا ينمحي أبد الدهور
ضحكت الوردة من كل مكامن سعادتها
وقالت : لا يكفيني ، اريد حباً اكثر
قال وهو يدس صدره بين اوراقها :
أن أكون لكِ؛
أسقيكِ دمي عندما تنشف الانهار والبحور
رقصت الوردة بين جناحيه وعلى شدو تغريده العذب الصادق

اسفار نبّي العشق , خواطر على حميد الحمداني
وملأت الكون الواناً وعطوراً وشذى
لتعلن اوفى عشق عرفته الحياة عبر التاريخ
انه عشق البلابل والزهور …
…..
امنحوا حياتكم لون العشق ، فبغيره ليس الانسان بإنســـــانْ ..!
….
بابل ٢٠٢٤