عيناك.. قدري خاطرة أدبية لـ محروس عامر
بقلم د/ محروس عامر
اقلب اوراقي، بالأمس كتبت لك خطابي اذكر فيه أني احبك وان شوقي اليكِ تعدى حدود المعقول والمحتمل، فلقد خارت قواي ولم اعد احتمل فراق عينيك رغم ان صورتك امامي لا تفارقني وأني كثيرا ما أناجيكِ في صمتي وفي كلامي، أقص عليك احداث يومي وأًشْهدكِ على لفافة تبغي حين يتملكها الدلال وتهرب مني وأفتش عنها في اكوام الأوراق المتناثرة في الغرفة وفي ذكرياتي القريبة والبعيدة وحين اعتزم استبدالها، اجدها امامي. تراوغني لفافة تبغي وتباغتني، تتدلل فهي تدرك عشقي لها وتراني ابتسم حين تتدلل، غالبا ما احب دلالها، ولكن أحيانا تفقدني صوابي تشعل غيرتي و حيرتي فيتملكني الغضب، أُشعلها اخذها بعمق داخلي وأنفثها دخانا للأعلى واعلن تمام انتصاري حين ارميها ارضا وادوس عليها بقدمي اثباتا لانتصاري عليها وتخلصي من سيطرتها وامشي منتشيا مرفوع الهامة في زهو مع نرجسيتي المتضخمة،،، وما البث ان اشتاق اليها مجددا فأعود اتودد اليها وتتدلل وتراوغني ونكرر قصة كل يوم.
وتابع الكاتب تحت عنوان: “عيناك.. قدري خاطرة أدبية لـ محروس عامر“.. بالأمس، ذهبت الي الحديقة حيث وردتي الحمراء، جلست احاكيها وابثها ما بي من وجد وشوق وحنين لعينيك فكثيرا ما تحمل الورود رسائل المحبين وغالبا ما تنقل تعبيرات لا ينطقها اللسان ولا تعبر عنها العيون، سألتها ان تنقل اليك ما بي، وقبل ان اتركها داعبتها بقبلة ورشفة ماء كي تتفنن في نقل رسائلي والا تحكي لك عن شعري الذي اجتاحه الشيب وعن اثار العمر علي وجهي. هل تعلمي ان وردتي تشبهك كثيرا؟! فحمرة لونها من خديكِ وعطرها من انفاسك واستقامة عودها من قوامك واشواكها تُجسد عذاب الهجر في بعدك وجفائك.
بالأمس، راودني خاطر منك اخذني من حيث كنتُ الي حيث انتِ، حيث يراقص النسيم فستانك وتداعب الرياح خصلات شعرك وتزغزغ حبات الندى خديكِ، وحيث تلفك ذراعي ويحتويكِ صدري المتلهف لحضنك واغوص فيك بعيداً… بعيدا، حتى نتوحد ونخرج من إطار الزمان والمكان. فحينما اضمك لصدري تكف عقارب الساعة عن الدوران، وتتوقف حركة الفلك، يراقبنا الكون متعجبا منتشيا بالألحان الصادرة من دقات قلوبنا التي تملأ الكون موسيقى رومانسية يتراقص عليها الطير وتلهم الشعراء قوافي الشعر. اعترف لكم أنى ما زلت اشعر بوقع حضنها فوق صدري وبقايا عطرها لم يزل في انفي وأن ليونة قدها اذابت قوتي.
أما اليوم فتراودني فكرة التخلي عن حبك، ماذا لو اتخلص منك ومن ذكرياتك؟! فلم يزل في العمر بقية، ولم تزل تزخر الأرض بالنساء بعيونهن السمراء والبنية والعسلية والخضراء والزرقاء، وقدودهن الممتلئة والهزيلة والمنحنية والمستوية، فهنالك كل الأنواع. لماذا لا أكسر قيدي؟ وأبدل كأسي؟! وسأجد من بعدكِ من تعشق صمتي ومن تفهم همسي.
الأن سأشرع في انتزاع حبك من داخلي، سأقطع شرايين قلبي شريانا.. شريانا، ثم اخرج احلامي اجعلها تصطف امامي واعدمها رميا بالرصاص، ثم أنتزع رائحة عطرك من كتف القميص ومن انفي ومن اركان الغرفة واجمعها في زجاجات عطر مع رسائلي واقذفها للموج علّه يأخذها اليكِ. ولكن.. كيف لي ان انتزع اثار حضنك من صدري؟! ها هو يصيح بي، حذارِ ان تقربني! حذارِ ان تتعدى! فأنا الحب، وأني انا الباقِي بعدك والموجود قبلك، انا الحب احكم ولا يحكم عليّ وأمري نافذ على القلوب ولي تنحني الهامات وتهتز من أجلي عروش وتبنى من أجلى قلاع. وهذا فيك حكمي وأمري: أن تجلس في زاوية الغرفة وان تصطحب معك صمتك ولفافة تبغك، وأن تترك الحب ينبت من صدرك، يغزو كل كيانك، ثم يفتك هوينا حبات رمال تحملها الرياح وتبعثرها فوق الأرض لتنبت قمحا وتزهر وردا أو اقذفها فوق اليم فيخرج منه اللؤلؤ والمرجان. إن قدرك تبقى ثملا بالحب وان تفنى ظمئا. ان تعشق ما لن تدركه أن يثمر حبك في صدرك حزنا يمتد سحابة صيف.
فتمتمت بكلمات من زاوية الغرفة، والرجفة تملكني
(انا، انا لم اقصد ان انزع حبكِ، وددت فقط ان أقول إني احبك وأني اشتقت اليكِ وان غاية آمالي ان يبقي صدرك لي مأوى وان تبقى عيناك هي قدري)