وثيقة جديدة تكشف عظمة أهالي مدينة رشيد
بقلم الدكتور/ سعيد رخا
مدير متحف رشيد
وثيقة جديدة تكشف عظمة أهالي مدينة رشيد.. لم ولن تنتهى مفاجآت هذه المدينة العريقة، فهي كالبحر لا تنتهى أمواجه ولا مفاجآته، فكل يوم تكشف لنا عن أسرارها وعظمتها وروعة ورقى أبنائها، وعشقهم لها وتصميمهم على رفعتها ورقيها وعلو مكانتها.
وبين يدينا الآن إحدى الوثائق الهامة والنادرة، والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن رؤية القيادة السياسية وتوجيهات السيد رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الرابع للشباب بالإسكندرية، للبدئ في تطوير مدينة رشيد، كانت رؤية صائبة وترتكز على رؤية وطنية وقومية.
وهذه الوثيقة تحمل عنوان (قانون جمعية رعاية مصالح مدينة رشيد) ففي عام 1928م تأسست في رشيد جمعية الدفاع عن مصالح مدينة رشيد، وذلك على أيدى مجموعة من أبنائها الشرفاء، وصدر لهذه الجمعية قانون خاص بها في نفس العام.
وقد أهدانا صديق نسخة مصورة من هذا القانون، والذى يتضح من خلال فحص المواد الواردة بهذا القانون، أن أهالي هذه المدينة العريقة حريصون كل الحرص على الدفاع عنها، وحمايتها والنهوض بها على مدار التاريخ، فمن المقاومة الشعبية لصد العدوان الإنجليزي عام 1807م، مرورا بتشكيل كيانات وجمعيات للنهوض بها، ورعاية مصالحها، والحفاظ على مكانتها بهذا الشكل الراقي والفعال.
وثيقة جديدة تكشف عظمة أهالي مدينة رشيد
وقد اشتملت هذه الوثيقة النادرة والهامة، بجانب مواد القانون والتي يبلغ عددها خمسة عشر مادة محكمة الصياغة على كشف بأسماء مؤسسي هذه الجمعية ومجلس إدارتها وهم:
- حضرة احمد افندي هنیدی (رئيس)
- حضرة محمود افندي عبد الحليم (نائب رئیس)
- حضرة محمد افندي محمد المسلماني (نائب رئیس)
- حضرة عبد المحسن افندي شرقي (سكرتير)
- حضرة يوسف أفندي برغوت (نائب سکرتير)
- حضرة على افندي زكي ترك (أمين صندوق)
- حضرة محمد افندي عجميه عضو
- حضرة محمد افندي شفيق عضو
- حضرة السيد افندي جلال عضو
- حضرة محمد افندي حلمي شيحة عضو
- حضرة عبدالحميد افندي صادق القزق عضو
- حضرة عبده افندي القزق عضو
- حضرة يوسف افندي زيدان عضو
- حضرة درویش افندي عابدين عضو
- حضرة احمد افندی مرزوق عضو
- حضرة بكر افندى بدر الدين عضو
- حضرة عبد الحليم افندى المغربى عضو
- حضرة عبد الحليم افندي رمضان عضو
- حضرة محمد افندي عبد الحميد الفرارجي عضو
- حضرة محمد اقتدی إسماعيل رمضان عضو
والملاحظ أن هذه القائمة ، لا تشمل كل عائلات مدينة رشيد التاريخية، حيث لم يرد بها أسماء بعض العائلات مثل (الجارم والميقاتي والعنانى وسمك وغيرها) وذلك يدل على أن هذه المجموعة من الشخصيات قد أخذت على عاتقها زمام المبادرة لتشكيل تلك الجمعية وإصدار القانون الخاص بها.
وبفحص مواد القانون الخاص بتلك الجمعية والذى تم المصادقة عليه في سبتمبر 1928م، يتضح مدى الوعى والرغبة الحقيقية لدى أبناء المدينة من المثقفين والعائلات التاريخية، للحفاظ على مكانة المدينة وتراثها، كما يتضح مدى الرغبة القوية في المشاركة المجتمعية واعتبار كل أهالي مدينة رشيد، هم أعضاء الجمعية العمومية، للدفاع عن مصالح المدينة، وهو من وجهة نظرنا تفكير سابق عصره يرتقى إلى العمل الإنساني والاجتماعي المنظم والمحترم.
وثيقة جديدة تكشف عظمة أهالي مدينة رشيد
وبفحص الأسماء الواردة في قانون الجمعية، وجدنا أن حضرة أحمد أفندي هنيدي رئيس الجمعية، كان عمدة قرية الجدية التابعة لمركز رشيد، ورئيس محكمة رشيد الأهلية في ذلك الوقت.
ويتضح من خلال الاطلاع على المادة الأولى من قانون الجمعية. أن الهدف من إنشائها حيث جاء (تألفت في مدينة رشيد جمعية باسم (جمعية الدفاع عن معالم مدينة رشید) غايتها الدفاع عن مصالح المدينة، والسعي في ازدياد عمرانها، والعناية بجميع شؤونها الاجتماعية والعمل على ما يزيد مكانتها ويرفع شأنها)
كما جاء بالمادة الثانية من قانون الجمعية، أنها لا تشتغل بالشئون السياسية أو الدينية، وهو ما يؤكد الهدف النبيل والوطني من إنشائها وأنها تهدف فقط إلى النهوض بالمدينة العريقة، والحفاظ على مكانتها ورفعة شأنها.
وجاء في المادة الثالثة من قانون الجمعية، أيضا شكل الهيكل العام للجمعية، وتكوينها حيث جاء (تتألف الجمعية من أعضاء عاملين وأعضاء شرف فالأعضاء العاملون هم كل مصري متمتع بالحقوق المدنية من أهالي مدينة رشيد، أو أصحاب المصالح بها، الذين يقبلون العمل بهذا القانون،
وأعضاء الشرف هم الذين يقومون بخدمات جليلة لمدينة رشید، وترى اللجنة الإدارية منحهم هذا اللقب
وبفحص هذه المادة يتضح الفكر المستنير لأعضاء الجمعية فلم يقتصر العضوية لأعضاء الجمعية العمومية على أهالي مدينة رشيد، بل أضاف إليهم أصحاب المصالح بالمدينة، الذين يقبلون العمل بهذا القانون، وربما يقصد به جميع الوافدون للمدينة أو العاملون بها من خارجها…
وثيقة جديدة تكشف عظمة أهالي مدينة رشيد
وكأنها رسالة من المدينة للعالم أن الانتماء للمدينة والانتساب لها، لا يشترط أن يكون الشخص من مواليدها وإنما الشرط الوحيد هو حبها والعمل على رقيها ورعايتها ورفعة شأنها، وهو الهدف الأساسي من إنشاء الجمعية كما جاء بالمادة الأولى من قانون الجمعية.
وأكبر دليل على ذلك أن رئيس الجمعية جاء من قرية تابعة لمدينة رشيد وهو حضرة محمود أفندي هنيدي ابن قرية الجدية التابعة لمركز رشيد
كم نحن في حاجة إلى إعادة إحياء جمعية الدفاع عن مصالح مدينة رشيد، في ظل توجيهات القيادة السياسية خلال المؤتمر الرابع للشباب بالإسكندرية لتطوير مدينة رشيد الأثرية
مزيد من القراءة اضغط هنا
وسنستعرض مواد القانون الخاص بالجمعية في المقال القادم
قانون جمعية الدفاع عن مصالح مدينة رشيد - جريدة كنوز عربية اي.جي
31st مارس 2024[…] لمزيد من القراءة اضغط هنا […]