قصيدة رجعُ صدى للشاعر محمد خير
بقلم الشاعر/ محمد خير
هل أنت مِثْلِيَ لا أَهْلٌ ولا وطنُ
أم أنت مثليَ قد أَغْضَىٰ بك الوهنُ
محشوةٌ أرجلي بالقيد أقذفُها
فينتهي قذفُها حيث الرُّبا شجنُ
كانت مدائنُنا بالروضِ مترعةً
واليوم من جثثٍ يهمي بها الدَّفَنُ
كانت مدارسُنا أنشودةً بتلاميذٍ (م)
وَأَوْسِمَةٍ فَاسْتَوْحَشَ الكفنُ
كان الصباحُ يُهادي الأرضَ سُنبلةً
كالشمس ناصعة فاغتالها الضَّغَنُ
وكان للبحرِ خيلٌ لا يُقَيِّدُها
مرسىٰ، ولا يُشْتَهَىٰ مِن جَرْيِها سَكَنُ
فَشُلَّت الخيلُ وانهدَّ الصهيلُ فلا
موجٌ يُراقصُها، أنَّى وقد دُفنوا
من أنت؟ قل لي؛ ففي عينيك أشرعةٌ
مَطْوِيَّةٌ، وبها التغريبُ مُرتهَنُ
قل يا صديقي الذي في صمتهِ سُحُبٌ
خرساءُ لكنما تُرخَىٰ لها الأذنُ
أَأَنت زنبقةٌ أفضىٰ لها عبقٌ
أم أنت دمعُ مآقٍ شَقَّها الزمنُ
أم أنت بعضُ جناحٍ قَصَّهُ كَمَدٌ
فانهالَ فوق بقايا جُرحهِ الوسَنُ
ليرقبَ الموتَ يَسرِي في الدجى شَرِسًا
نيوبُهُ السودُ يَخشى ليلَها الفَنَنُ
أم أنت رعشةُ بنتٍ غالَ لُعبتَها
(غولٌ) ومَنْ ترتجي بالقذف قد طُحِنوا
أم أنت رجع صدى صرخاتِ أُمتِنا
تنعي البطولةَ لما استأسدَ الوهنُ
أم أنت زفرةُ أرضٍ بعدَ محرقةٍ
تستنزلُ الغيثَ، لا سُحْبٌ ولا مُزَنُ
أم أنت شكوايَ أم نجوىٰ معلقةٌ
تلتاعُ شوقًا لمن في القلب قد دُفنوا
من أنت؟ من أنت؟ قلْ، لا تصمتنَّ، أجبْ
أم أنت بعضُ (أنَا)، روحٌ ولا بدنُ؟
للمزيد من واحة الشعر عبر موقع كنوز عربية، اضغط هنا