جريدة كنوز عربية اي.جي

#مقالات دينية

الصادق في طلب الله تعالي بقلم محمـــد الدكـــروري_ مصر

الصادق في طلب الله تعالي بقلم محمـــد الدكـــروري_ مصر

الصادق في طلب الله تعالي

بقلم محمـــد الدكـــروري_ مصر 

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار، فإن الأخلاق الشريفة تنشأ من القلوب، والأخلاق الذميمة تنشأ من النفوس. والصادق في طلب الله والدار الآخرة هو الذي يسرع في طهارة قلبه. ورياضة نفسه، حتى تتبدل أخلاقه، فيتبدل الشك بالتصديق، والشرك بالتوحيد، والمنازعة بالتسليم، والسخط والاعتراض بالرضا والتفويض.

وإن من الإستجابة الفورية لرسول الله صلي الله عليه وسلم. من الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين. هو رفض بعضهم لرفع ما طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان ذهبا وهذا مبالغة في الإمتثال والإستجابة، فعن .ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل. فنزعه فطرحه، وقال “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده”. فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به. قال لا والله، لا آخذه أبدا وقد طرحه. رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم. ولما حُرمت الخمر وسمع المسلمون المنادي ينادي. “ألا إن الخمر قد حرمت” فقال أبو طلحة لساقيهم أنس اخرج، فأهرقها، ويقول أنس فخرجت فهرقتها، فجرت في سكك المدينة.

وفي لفظ فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل ” متفق عليه. ولما سمعوا آخر آية الخمر كما جاء في سورة المائدة. ” فها أنتم منتهون” قالوا جميعا “انتهينا يا رب، انتهينا يا رب” رواه النسائي، أما حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه فشاب .ينادى بالجهاد في ليلة عرسه، فيترك عروسه، ويخرج مستجيبا ملبيا، فيستشهد، فيقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن صاحبكم تغسله الملائكة” فسألوا صاحبته فقالت إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لذلك غسلته الملائكة” رواه الحاكم، وهذا هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي الحجر الأسود فيقبله ويقول “إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك” متفق عليه.

فيدع قناعته وما يمليه عقله استجابة وامتثالا، ولم يكن ابن مسعود رضي الله عنه بأقل إستجابة وطاعة وامتثالا، فعن جابر قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال “اجلسوا” فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد ” أبو داود، ويروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فيقول بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال “ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟” قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا” أبو داود.

فكل ما دفعهم لخلع نعالهم “رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا” فهذه بعض أحوال المستجيبين التي يجب أن نتأسى بهم، وأن نحذر الأسباب والموانع التي أردت بالمعرضين ونسأل الله دائما الهداية وحسن الختام.

الصادق في طلب الله تعالي
بقلم محمـــد الدكـــروري_ مصر

تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة

1 Comment

  1. […] آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن العبد المؤمن يبشر عند موته برضوان الله عز […]

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *