التطرف الفكري بقلم السيد سليم
كتب: السيد سليم
من السلوكيات الثقافيه التي انتشرت في مجتمعنا التطرف والبلطجة الفكرية او الإرهاب الفكري هذه الثقافة تتركز في عدم تقبل رأي الآخر لأنه غير متوافق مع رأيي واتجاهاتي ويتطور الامر إلى البلطجة على المخالف في محاولة لفرض قناعات ووجهات نظر واتجاهات معينة عليه، ويكون قاعدة التعامل عند ذلك هي إما أن تقتنع بأفكاري وقناعاتي وتكون في صفي أو “أعلن الحرب عليك . إن هذا هو عين “البلطجة الفكرية” التي يتوقف عندها ثقافة التحاور وآداب تقبل الراي
فعندم يتم طرح أو إثارة أي مسألة من المسائل للنقاش في أي مجال من مجالات الحياة سواء في العمل أو المقاهي أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الناس ينقسمون إلى قسمين “مؤيد ومعارض”، ويبدأ كل طرف في الانتصار لما يراه من وجهة نظره أنه الأصح ويدافع عن رأيه ويتشدد له، وما يلبث الأمر في كثير من الأحيان إذا اشتد الحوار ولم يتم الالتقاء فنتقل الأمر من ساحة النقاش والحوار بآدابه إلى ساحة للاختلاف بلا حدود ولا آداب وتنهال الاتهامات والشتائم والخصومات وقد يصل الأمر الى حد التخوين ونبذ الآخر مستخدما في ذلك كل ما يملك من وسائل وأسلحة.ولذلك قد وضع الله تعالى لنا آداب وطرق وسبل للحوار
ومنها أن جعل لكل إنسان الحرية في اختيار ما يراه مناسبا له دون أن يرغمه أحد على مخالفة ذلك حتى في العقائد والأديان فإنه لم يجتمع الناس على قلب رجل واحد في عبادة الله عز وجل ومع ذلك أمر بحسن المجادلة والحوار وترك لكل واحد حرية ما يعتقده في الدنيا، ولذلك قال الله عز وجل: “لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” وقال تعالى: “فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر”، فهذا فيما يتعلق بعلاقة الإنسان بربه فما بالنا بالعلاقة مع البشر؟
ومنها أن يعترف الإنسان بخطئه ويتراجع عنه حينما يتبين له أنه قد أخطأ ولا حرج ولا عيب في ذلك أبدا، بل إنه من كمال المروءة والأدب.
ومنها أن جعل من القوة والحكمة وتمام العقل إذا كان على حق وتيقن أن الطرف الآخر مخطئ ويجادل في الباطل وأن الأمر قد وصل لمرحلة للجدال السلبي أن ينسحب من الحوار مباشرة وهذا ما وجه به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنه لمن ترك المراء (الجدال) ولو كان محقا”، وهذا ليس ضعفا وإنما دليل على القوة والتقوي
فينبغي أن نطبق هذه الآداب في بيوتنا مع الأهل والأبناء وفي العمل والأسواق والمواصلات والنوادي وفي كل ملتقى حواري من أي نوع وينبغي أن نربي أبناءنا علي ذلك بعيدا عن “البلطجة الفكرية والتي أصبحت ثقافة يعاني منها المجتمع. وعلينا أن نتمسك بقول الله تعالي.. فبمارحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حوليك.
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة
الفرق بين النور والضياء مقال : السيد سليم - مصر - جريدة كنوز عربية اي.جي
10th مايو 2024[…] } فبعد أن بيَّن الحق أنه خلق السماء والأرض وخلق الكون كله وسخره للإنسان جاء لنا بنعم من آياته التي خلقها […]