التربية الإيمانية في رمضان
بقلم الشيخ / عبدالله مسعد
التربية الإيمانية في رمضان ،الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله ولى الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبدالله ورسوله ، اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
لقد جعل الله رمضان شهرًا تتميز به أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في كل النواحي الايمانية ،والأخلاقية والتعبدية والسلوكية، لما فيه من مزيد من النفحات الإلهية والعطايا الربانية .
أحاديث الصيام
التربية الإيمانية في رمضان ،وسوف أتحدث عن التربية الإيمانية من خلال هدى النبي صلى لله عليه وسلم في أحاديث الصيام. لقد وضع الله الايمان شرط في صدر آية الصيام لتتحقق منه النتيجة المرجوة ، وهي التقوى .
فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } أثبت الله لهم الإيمان وأمرهم بالصيام وأرشدهم الى أن من تحلى بالإيمان وتلبس به قبل دخول شهر رمضان سيخرج بالتقوى الذى يريدها منه الله رب العالمين.
ولقد وضع النبي صل الله عليه وسلم كثيرًا من التوجيهات النبوية في جانب التربية الإيمانية من خلال أحاديث الصيام في ضبط الأخلاق وفى ضبط السلوك، فقال صلى الله عليه وسلم { كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصِّيَامَ فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به والصِّيَامُ جُنَّةٌ وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ لِلصَّائِمِ، فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إذَا أفْطَرَ فَرِحَ وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ }
المتدبر لهذا التوجيه النبوي يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم ، جعل الصيام وأجره متروك الى الله جل وعلا ، ثم بدأ صلى الله عليه وسلم جملة من التوجيهات التربوية النبوية ، فقال الصيام جُنة أي وقاية وحفظ لصاحبه ، ونهى صلى الله عليه وسلم بعده مباشرة عن الوقوع في بعض الآفات التي تذهب وتنقص أجر الصيام.
نواهي الصيام
التربية الإيمانية في رمضان ،فنهى صلى الله عليه وسلم عن الرفث وعن الصخب وعن السباب والقتال وسيء الأخلاق وبين عند وقوع البعض لطبيعة النفس البشرية في الخطأ ، فليقل إني صائم.
هذه تربية نبوية تربي فينا الجانب الإيمانية. ثم بين صلى الله عليه وسلم في توجيه أخر جانب تربوي إيماني في قوله صلى الله عليه وسلم { من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ }
ترك قول الزور
هذا توجيه نبوي آخر ، يرشدنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم الى ترك قول الزور ، وترك الكذب وترك الغيبة وترك النميمة وترك جميع الآفات التي يقع فيها اللسان للمحافظة على أجر الصيام كاملا ، وإلا فما الفائدة من ترك الطعام والشراب.
وهذا توجيه إيمانيٌ نبويٌ أخروي يقول فيه صلى الله عليه وسلم { الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ ، يقولُ الصيامُ أَيْ رَبِّ إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهار فشَفِّعْنِي فيه ، ويقولُ القرآنُ مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ فشَفِّعْنِي فيه فيَشْفَعَانِ }
يربى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب الإيماني الجانب والجزاء في الأخرة، فيأتي الصيام الذى اكتملت فيه أركان المراقبة والإيمان، ليشفع لصاحبه بين يدى الله عز وجل ، ويأتي بعده القرآن الذي نزل في رمضان، ليعلم أمة المصطفى عليه الصلاة والسلام كل جوانب الإيمان ليشفع لمن كان يقرأه في رمضان.
التربية الإيمانية في رمضان ،لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم جانبًا من الجوانب الإيمانية التربوية، إلا وأرشدنا اليها في هذا الشهر العظيم، فيجب علينا أن نتحلى بصفة الإيمان، لنحقق التقوى التي أمرنا بها الله رب العالمين. والحمد لله رب العالمين
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة