ازدواجية المعايير الأمريكية
بقلم / عميد ا ح دكتور تامر مكاوي
الخبير العسكري والاستراتيجي
في ظل صراع إقليمي محتدم تتعرض له منطقة الشرق الأوسط، يظهر لنا بين الحين والآخر الحديث عن توتر العلاقات الأميركية الإسرائيلية، ومعلومات عن اختلاف الرؤى حول استراتيجية إدارة الحرب في غزة ، وما أدت إليه من تصعيد غير مسبوق وصل حد المواجهة المباشرة بين إسرائيل و ايران .
وفي هذا السياق، برزت خلال الأيام الماضية أخبار مفادها نية الولايات المتحدة فرض عقوبات على كتيبة “نيتساح يهودا” الإسرائيلية المتشددة وسط معلومات عن ارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان بموجب قانون “ليهي”.
ما هو قانون ليهي؟
اطلق قانون ليهي نسبة إلى الراعي الرئيسي للقانون السيناتور باتريك ليهي ، والذى يحظر على معظم أنواع المساعدات الخارجية الأميركية وبرامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع التوجه إلى وحدات الجيش والمؤسسات الأمنية التي يُزعم بشكل موثوق أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان حسب م ميثاق نظمة العفو الدولية،. ا
أما إذا قدمت الحكومة الأجنبية الأعضاء المرتكبين هذه الجرائم ألي العدالة، فيمكن استئناف المساعدات الخارجية الأميركية.
لتنفيذ هذا القانون، النظر إلى المستفيدين المحتملين من المساعدات الأمنية و فحصهم ومتابعة أعمالهم القتالية ، إذا تبين أن الوحدة متورطة بشكل موثوق في انتهاك خطير لحقوق الإنسان، و ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية يتم رفض المساعدة حتى تتخذ حكومة الدولة المانحة للمساعدات خطوات فعالة لتقديم الأشخاص المسؤولين داخل الوحدة إلى العدالة.
و شهدت الأوساط السياسية و وسائل الإعلام عن توتر العلاقات ، بين واشنطن وتل أبيب .
وذلك منذ هجوم 7 أكتوبر حتى اليوم ، ووصفت محادثات الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”الحادة”،
في ظل إدارة الأخير للحرب، ومن الأمثلة على ذلك إصرار الحكومة الإسرائيلية على اجتياح رفح، الذي اصطدم عدة مرات ، برفض أميركي قائم على عدم قبول السيناريوهات، التي قد تؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية في غزة.
سياسة ازدواجية المعايير
ونجد أن الإدارة الأمريكية تتبع سياسة ازدواجية المعايير ، فتارة تعلن عن عقوبات على كتيبة في الجيش الإسرائيلي ، طبقا لقانون ليهي ،
وفي الوقت ذاته، إقرار مساعدات بالمليارات في طريقها من واشنطن إلى تل أبيب، في إشارة إلى أن الخلافات السطحية لا تؤثر على العلاقات الوطيدة بين البلدين .
وأجاز مجلس النواب الأميركي بناء على ذلك، السبت، حزمة مساعدات بقيمة 17 مليار دولار لإسرائيل لصالح تعويض النقص في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وتوسيعه، وشراء أنظمة أسلحة متقدم.
ماهي وحدة نتساح يهودا؟
يشار إلى “نتساح يهودا” على كونها كتيبة تم إنشاؤها حتى يتمكن المتدينون المتشددون وغيرهم من الجنود الإسرائيليين من الخدمة من دون الشعور بأنهم يعرضون معتقداتهم للخطر. ب
اعتبار أنها توفر وقتا لهم من أجل الصلاة وممارسة شعائرهم الدينية.
وكانت تعمل كوحدة في الضفة، وتتكون بشكل رئيسي من رجال حريديم وشباب متطرفين لديهم آراء يمينية متطرفة، ولم يتم قبولهم في وحدات قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي.
ونحن نتسأل عن ازدواجية المعايير الامريكية الداعمة للكيان الصهيوني ،
تارة بتقديم الدعم المعنوي والمادي مع الإعلان عن حالة عدم الرضا تجاه سياسة إسرائيل نحو القيام بالهجوم على رفح ،
وتارة أخرى باستخدام حق الفيتو فى مجلس الأمن ضد قرار منح السلطة الفلسطينية العضوية الدائمة للأمم المتحدة
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة