ألف ليلة وليلة
بقلم الأستاذة سحر كريم
اليوم الواحد والعشرون
ويسدل الليل ستائره ليعلن عن هدوء عارم ، ودقات لقلب يرتجف ، وإعادة لترتيب الأمور وتصفح لأحداث حياه ، ولت ومحاولة لبحث في رحله جديده يرسمها النسيم في نسمات يسرى في مخيله الإنسان .
يعانقه وكأنه يحدثه بأنه على موعد للقاء جديد، ويجلس شهريار متكئا على أريكته كعادته ينظر إلى النافذة وقد اكتمل القمر في موعده فازدادت السماء جمالا بنوره الساطع الذى يذهب بالعقول لعالم أخر .
يسبح فيه متذكرا ما مر عليه من أحداث ويلتفت بجانبه فإذا بشهر ذاد قد أتت في موعدها وهى تقول بصوتها العذب الحنون:-طبت مساء يامولاى ، فيلتفت إليها شهريار قائلا:-طبت مساء ياشهر ذاد اجلس بجانبي، وقصى على قصتك ، وماذا فعل شاه الرق وسيدان في رحلتيهما لبلاد السند والهند وبلاد تركب الأفيال فجلست شهرذاد بجانبه على حافه الأريكة بعد أن أذن لها شهريار بالجلوس
قائله:-بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد بأن سيدان كما أمره ملك الجان الأعظم بأن يحافظ على شاه الرق فى رحلتيهما حتى يعود للقصر ومعه ما يريده من زهره الصبار وبعض الأعشاب التي لا توجد إلا في تلك البلاد ، وأثناء الطيران نظرا الاثنان لما تحتهما من جمال وحدائق وأشجار منمقة في صفوف مرتبه أعطت للمكان رونق خاص فقال سيدان:-لقد وصلنا يا صديقي إلى ما نريد هنا ما نبحث عنه وهبطا الاثنان فى حديقة مملوءة بالأشجار والثمار وابتسم شاه الرق
ألف ليلة وليلة
قائلا:-هذا ماأبحث عنه إنتظر قليلا ياسيدان حتى أجمع ماأريده من زهره الصبار وبعض الأوراق من تلك الأشجار التى ستفيدنا فى علاج الأمير النائم وبعد أن جمع شاه الرق مايريده وهلم الإثنان بالصعود سمعا صوتا يأتى من بعيد من رجال قادمون نحوهم بسرعة ويقول أحدهم:-قف عندك ماذا تفعل؟قف وإلا أطلقت السهام لقتلك فوقف الإثنان شاه الرق وسيدان وقال سيدان قبل أن يقترب الرجال نحوهم:-ياصديقي لابد أن أختفى الأن لكى لا يرانى أحد منهم وسأكون على مقربه منك دون يشعر أحد بذلك وإختفى سيدان ولم يبق إلا شاه الرق بمفرده إقترب من شاه الرق أحدهما قائلا:-من أنت ماذا أتى بك إلى هنا؟فقال شاه الرق:-إننى عبد فقير جئت باحثا عن بعض الأشجار لأستخدمها فى الخشب فأنا حطاب فرد الأخر قائلا:-هل جننت يارجل هذه الحديقة لا يمكن أن يدخلها أحد ملابسك لا تدل على ذلك فقال أحدهما:-لابد إنك من بلاد العدو جئت لتستطلع أخبارنا وأمسك بشاه الرق من كتفه وقاده لقصر ملك السند والهند لكى يرى فى أمره شئننا
مشى الرجال ومعهم شاه الرق إلى قصر الملك ودخلوا القصر ومعهم شاه الرق فوجد شاه الرق ملك يجلس على عرشه وبجانبه الحاشية على اليمين واليسار بينما يجلس وزيره على يمينه ورأى شاه الرق رجل ينظر إليه بشده ويتأمله جيدا وكأنه يعرفه فعرفه شاه الرق إنه الرجل الذى بارزه بالسيف عندما نزل ومعه سيدان عند الفتيات اللاتي كانا يلهون ويملئن الأواني الفخارية بالماء وأوقعه على الأرض فإذا بهذا الرجل ينظر على يمينه وهو يهمس قائلا:-إنني أعرف هذا الرجل كاد سيقتلني أمس إنه ليس حطابا إنه مبارز شجاع طلب الرجل منه أن يسكت لئلا يسمعه أحد وقال الملك لشاه الرق:-أتركوه تقدم تقدم هنا عندي ماذا أتى بك إلى هنا مشى شاه الرق الهوينى وهو يقول:-
ألف ليلة وليلة
أنا عبد فقير يامولاى جئت لأجمع الأخشاب فإقترب الرجل الذى بارزه شاه الرق بالسيف قائلا:-أتسمح لى يامولاى بالحديث فسمح له الملك بالحديث فقص الرجل على الملك ماحدث فنظر الملك لشاه الرق قائلا:-حقا ماأسمعه يارجل إن ملابسك تدل على إنك فارس ولكن ماذا أتى بك إلى هنا؟فقال شاه الرق:-لى سر لا أستطيع الإفصاح عنه فقال له الملك وماذا تريد من هذا المكان؟فقال شاه الرق :-بعض الأشجار وزهره الصبار فرد الملك قائلا:-وماذا ستفعل بهم؟فقال شاه الرق:-لى فيهم مأربا فقال له الملك لماذا لاتريد الإفصاح عن هويتك لو لم يحدثنى حراسى عن شجاعتك وبسالتك ماتركتك حيا أبدا لو لم تقص على قصتك سأرمى بك فى السجن سكت شاه الرق ولم ينطق ببنت شفتيه فقال الملك بصوت أجش:-إذا ألقوا به فى السجن ولا أريد أن أراه مره أخرى أمسك بشاه الرق بكتفيه حارسان وقاده للسجن وعندئذ صاح الديك ليعلن عن ميعاد ليوم وشروق جديد
وصاح شهريار مناديا لمسرور السياف بصوته الأجش قائلا:-يامسرور
فقالت شهرذاد:-إن الغد لقريب وغدا سأكمل لك يامولاى بقيه القصه
وأدرك شهريار الصباح فسكتت عن الكلام المباح
وإلى اللقاء فى اليوم الثانى والعشرون
تنيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية على الجريدة